المعيار والموازنة - أبو جعفر الإسكافي - الصفحة ٢٤
وأكبر منه بكاء عائشة وندامتها (1) وتلهف ابن عمر على ذلك، حتى دعا ابن عمر ما استبان [له] من تقصيره إلى الغلو والإفراط في مبايعة الحجاج بن يوسف واعتل بأنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من مات ولا إمام مات ميتة جاهلية (2) فهذا يدل على أنه قد اعتقد إمامة علي بن أبي طالب لأن من اعتقد إمامة الحجاج لم يذهب عن إمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
فما رأيت خطأ أعظم ولا تقصيرا أبين من فعل ابن عمر المغفل مع روايتكم عنه أنه قال: ما آسي إلا على ثلاث: منها إني لم أكن قاتلت هذه الفئة الباغية (3).

(١) ستعلم قريبا أن ندامتها كانت من أجل الفشل والمغلوبية لا من جهة ارتكاب المعصية.
(٢) الحديث من الحقائق الثابتة بين الشيعة وأهل السنة.
كذا في الأصل، غير أن لفظتا: " آسي - و - إلا كانتا في الأصل مصحفتان، ولم أجد الحديث بهذا السياق إلا في هذا المورد، نعم إن الفقرة الأخيرة منه قد وردت عن مصادر..
وقد رواها في أواخر ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب الإستيعاب بهامش الإصابة: ج ٣ ص ٥٣ قال:
ويروى من وجوه عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر أنه قال: ما آسي على شئ إلا أني لم أقاتل مع علي الفئة الباغية..
ثم رواه بسند آخر.
ورواه أيضا البلاذري في الحديث: (٢٠٩) من ترجمة أمير المؤمنين من أنساب الأشراف: ج ٢ ص ١٧٩.
قال:
حدثنا عمرو بن محمد، والحسين بن الأسود، حدثنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا كامل أبو العلاء:
عن حبيب بن أبي ثابت، قال: قال ابن عمر: ما أجدني آسي على شئ من الدنيا إلا قتالي مع الفئة الباغية.
وقريبا منه رواه الحاكم في باب مناقب أمير المؤمنين عليه السلام من المستدرك: ج ٣ ص ١١٥.
ورواه أيضا ابن الأثير في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب أسد الغابة: ج ٤ ص ٣٣ ط 1، وقد علقنا الأخيرين أيضا على الحديث: (1210) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 174.
ط 1.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست