فقلت لعبد الله بن يوسف ان أبا مسهر حدثنا بهذا عن مالك ولم يذكر هذه الزيادة قال فقال عبد الله ابن يوسف ان مالكا تكلم به عقب الحديث وكانت معي الواحي فكتبت انتهى وظهر بهذا سبب قوله للبخاري ما أدري الخ وقد أخرجه الإسماعيلي والدارقطني في غرائب مالك من طريق أبي مسهر وعاصم بن مهجع وعبد الله بن وهب وإسحاق بن عيسى زاد الدارقطني وسعيد بن داود وإسحاق الفروي كلهم عن مالك بدون هذه الزيادة قال فالظاهر أنها مدرجة من هذا الوجه ووقع في رواية ابن وهب عند الدارقطني التصريح بأنها من قول مالك الا انها قد جاءت من حديث ابن عباس عند بن مردويه ومن حديث عبد الله بن سلام نفسه عند الترمذي وأخرجه ابن مردويه أيضا من طرق عنه وعند ابن حبان من حديث عوف بن مالك أيضا انها نزلت في عبد الله بن سلام نفسه وقد استنكر الشعبي فيما رواه عبد بن حميد عن النضر بن شميل عن ابن عون عنه نزولها في عبد الله بن سلام لأنه انما أسلم بالمدينة والسورة مكية فأجاب ابن سيرين بأنه لا يمتنع أن تكون السورة مكية وبعضها مدني وبالعكس وبهذا جزم أبو العباس في مقامات التنزيل فقال الأحقاف مكية الا قوله وشهد شاهد إلى اخر الآيتين انتهى ولامانع أن تكون جميعها مكية وتقع الإشارة فيها إلى ما سيقع بعد الهجرة من شهادة عبد الله بن سلام وروى عبد بن حميد في تفسيره من طريق سعيد بن جبير ان الآية نزلت في ميمون بن يامين وفي تفسير الطبري عن ابن عباس انها نزلت في ابن سلام وعمير بن وهب بن يامين النضري وفي تفسير مقاتل اسمه يامين بن يامين ولا مانع أن تكون نزلت في الجميع (قوله عن محمد) هو ابن سيرين وقيس بن عباد بضم المهملة وتخفيف الموحدة (قوله ما ينبغي) هو إنكار من ابن سلام على من قطع له بالجنة فكأنه ما سمع حديث سعد وكأنهم هم سمعوه ويحتمل ان يكون هو أيضا سمعه لكنه كره الثناء عليه بذلك تواضعا ويحتمل ان يكون إنكارا منه على من سأله عن ذلك لكونه فهم منه التعجب من خبرهم فأخبره بأن ذلك لاعجب فيه بما ذكره له من قصة المنام وأشار بذلك القول إلى أنه لا ينبغي لاحد إنكار ما لا علم له به إذا كان الذي أخبره به من أهل الصدق (قوله فقيل لي ارق) في رواية الكشميهني ارقه بزيادة هاء وهي هاء السكت (قوله فأتاني منصف) بكسر الميم وسكون النون وفتح الصاد المهملة بعدها فاء وفي رواية الكشميهني بفتح الميم والأول أشهر وهو الخادم (قوله فرقيت) بكسر القاف وحكي فتحها قوله في الرواية الثانية وصيف مكان منصف يريد ان معاذا وهو ابن معاذ روى الحديث عن عبد الله بن عون كما رواه أزهر السمان فأبدل هذه اللفظة بهذه اللفظة وهي بمعناها والوصيف الخادم الصغير غلاما كان أو جارية (قوله فاستيقظت وانها لفي يدي) أي ان الاستيقاظ كان حال الاخذ من غير فاصلة ولم يرد انها بقيت في يده في حال يقظته ولو حمل على ظاهره لم يمتنع في قدرة الله لكن الذي يظهر خلاف ذلك ويحتمل أن يريد ان اثرها بقي في يده بعد الاستيقاظ كأن يصبح فيرى يده مقبوضة (قوله وذلك الرجل عبد الله بن سلام) هو قول عبد الله بن سلام ولا مانع من أن يخبر بذلك ويريد نفسه ويحتمل ان يكون من كلام الراوي (قوله عن أبيه) هو أبو بردة بن أبي موسى الأشعري (قوله في بيت) التنوين للتعظيم ووجه تعظيمه ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل فيه وكان هذا القدر المقتضي لادخال هذا الحديث في مناقب ابن سلام أو لما دل عليه امره بترك قبوله
(٩٨)