حتى يكونوا كالملح في الطعام في علامات النبوة بمنزلة الملح في الطعام أي في القلة لأنه جعل غاية قلتهم الانتهاء إلى ذلك والملح بالنسبة إلى جملة الطعام جزء يسير منه والمراد بذلك المعتدل (قوله فمن ولي منكم أمرا يضر فيه أحدا أو ينفعه) قيل فيه إشارة إلى أن الخلافة لا تكون في الأنصار (قلت) وليس صريحا في ذلك إذ لا يمتنع التوصية على تقدير ان يقع الجور ولا التوصية للمتبوع سواء كان منهم أو من غيرهم (قوله ويتجاوز عن مسيئهم) أي في غير الحدود وحقوق الناس * قوله باب مناقب سعد بن معاذ) أي ابن النعمان بن امرئ القيس بن عبد الأشهل وهو كبير الأوس كما أن سعد بن عبادة كبير الخزرج وإياهما أراد الشاعر بقوله فان يسلم السعدان يصبح محمد * بمكة لا يخشى خلاف المخالف (قوله أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم حلة حرير) الذي أهداها له أكيدر دومة كما بينه أنس في حديثه المتقدم في كتاب الهبة (قوله رواه قتادة والزهري سمعا أنسا عن النبي صلى الله عليه وسلم) اما رواية قتادة فوصلها المؤلف في الهبة واما رواية الزهري فوصلها في اللباس ويأتي ما يتعلق بها هناك إن شاء الله تعالى (قوله حدثنا فضل بن مساور) بضم الميم وتخفيف المهملة هو بصري يكنى أبا المساور وكان ختن أبي عوانة وليس له في البخاري الا هذا الموضع (قوله ختن أبي عوانة) بفتح المعجمة والمثناة أي صهره زوج ابنته والختن يطلق على كل من كان من أقارب المرأة (قوله وعن الأعمش) هو معطوف على الاسناد الذي قبله وهذا من شأن البخاري في حديث أبي سفيان طلحة ابن نافع صاحب جابر لا يخرج له الا مقرونا بغيره أو استشهادا (قوله فقال رجل لجابر) لم اقف على اسمه (قوله فإن البراء يقول اهتز السرير) أي الذي حمل عليه (قوله إنه كان بين هذين الحيين) أي الأوس والخزرج (قوله ضغائن) بالضاد والغين المعجمتين جمع ضغينة وهي الحقد قال الخطابي انما قال جابر ذلك لان سعدا كان من الأوس والبراء خزرجي والخزرج لا تقر للأوس بفضل كذا قال وهو خطأ فاحش فان البراء أيضا أوسي لأنه بن عازب ابن الحرث بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحرث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس يجتمع مع سعد بن معاذ في الحرث بن الخزرج والخزرج والد الحارث بن الخزرج وليس هو الخزرج الذي يقابل الأوس وانما سمي على اسمه نعم الذي من الخزرج الذين هم مقابلو الأوس جابر وانما قال جابر ذلك إظهارا للحق واعترافا بالفضل لأهله فكأنه تعجب من البراء كيف قال ذلك مع أنه أوسي ثم قال انا وان كنت خزرجيا وكان بين الأوس والخزرج ما كان لا يمنعني ذلك أن أقول الحق فذكر الحديث والعذر للبراء انه لم يقصد تغطية فضل سعد بن معاذ وانما فهم ذلك فجزم به هذا الذي يليق ان يظن به وهو دال على عدم تعصبه ولما جزم الخطابي بما تقدم احتاج هو ومن تبعه إلى الاعتذار عما صدر من جابر في حق البراء وقالوا في ذلك ما محصله ان البراء معذور لأنه لم يقل ذلك على سبيل العداوة لسعد وانما فهم شيئا محتملا فحمل الحديث عليه والعذر لجابر انه ظن أن البراء أراد الغض من سعد فساغ له ان ينتصر له والله أعلم وقد أنكر ابن عمر ما أنكره البراء فقال إن العرش لا يهتز لاحد ثم رجع عن ذلك وجزم بأنه اهتز له عرش الرحمن اخرج ذلك ابن حبان من طريق مجاهد عنه والمراد باهتزاز العرش استبشاره وسروره بقدوم روحه يقال لكل من فرح بقدوم قادم عليه اهتز له ومنه اهتزت الأرض بالنبات إذا
(٩٣)