حديث الباب بخديجة وليست خديجة بنبية بالاتفاق والجواب انه لا يلزم من التسوية في الخيرية التسوية في جميع الصفات وقد تقدم ما قيل في مريم في ترجمتها من أحاديث الأنبياء والله أعلم * الحديث الثاني (قوله حدثنا الليث قال كتب إلى هشام بن عروة) وقع عند الإسماعيلي من وجه آخر عن الليث حدثني هشام بن عروة فلعل الليث لقى هشاما بعد أن كتب به إليه فحدثه به أو كان من مذهبه إطلاق حدثنا في الكتابة وقد نقل الخطيب ذلك عنه في علوم الحديث (قوله ما غرت على امرأة للنبي) فيه ثبوت الغيرة وانها غير مستنكر وقوعها من فاضلات النساء فضلا عمن دونهن وان عائشة كانت تغار من نساء النبي صلى الله عليه وسلم لكن كانت تغار من خديجة أكثر وقد بينت سبب ذلك وانه لكثرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم إياها ووقع في الرواية التي تلي هذه بأبين من هذا حيث قال فيها من كثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها واصل غيرة المرأة من تخيل محبة غيرها أكثر منها وكثرة الذكر تدل على كثرة المحبة وقال القرطبي مرادها بالذكر لها مدحها والثناء عليها (قلت) وقع عند النسائي من رواية النضر بن شميل عن هشام من كثرة ذكره إياها وثنائه عليها فعطف الثناء على الذكر من عطف الخاص على العام وهو يقتضي حمل الحديث على أعم مما قاله القرطبي (قوله هلكت قبل ان يتزوجني) ذكر في الحديث الذي بعده قدر المدة وسيأتي البحث فيه وأشارت بذلك إلى انها لو كانت موجودة في زمانها لكانت غيرتها منها أشد (قوله وأمره الله ان يبشرها الخ) سيأتي شرحه بعد هذا وهو أيضا من جملة أسباب الغيرة لان اختصاص خديجة بهذه البشرى مشعر بمزيد محبة من النبي صلى الله عليه وسلم فيها ووقع عند الإسماعيلي من رواية الفضل بن موسى عن هشام بن عروة بلفظ ما حسدت امرأة قط ما حسدت خديجة حين بشرها النبي صلى الله عليه وسلم ببيت من قصب الحديث (قوله وإن كان ليذبح الشاة الخ) ان مخففة من الثقيلة ويراد بها تأكيد الكلام ولهذا أتت باللام في قولها ليذبح (قوله في خلائلها) بالخاء المعجمة جمع خليلة أي صديقة وهي أيضا من أسباب الغيرة لما فيه من الاشعار باستمرار حبه لها حتى كان يتعاهد صويحباته (قوله منها) أي من الشاة (قوله ما يسعهن) أي ما يكفيهن كذا للأكثر وفي رواية المستملي والحموي ما يتسعهن أي يتسع لهن وفي رواية النسفي يشبعهن من الشبع بكسر المعجمة وفتح الموحدة وليس في روايته ما * الحديث الثالث (قوله حدثنا حميد بن عبد الرحمن) هو الرؤاسي بضم الراء وعلى الواو همز وبعد الألف مهملة ثقة باتفاق وليس له في البخاري سوى هذا الحديث واخر في الحدود (قوله وتزوجني بعدها بثلاث سنين) قال النووي أرادت بذلك زمن دخولها عليه واما العقد فتقدم على ذلك بمدة سنة ونصف أو نحو ذلك كذا قال وسيأتي في باب تزويج عائشة ما يوضح ان المدة بين العقد عليها والدخول كان أكثر من ذلك (قوله وأمره ربه عز وجل أو جبريل) هو شك من الراوي وسيأتي في حديث أبي هريرة في هذا الباب ان البشارة بذلك من الله كانت على لسان جبريل عليه السلام * الحديث الرابع (قوله حدثني عمر بن محمد بن الحسن حدثنا أبي) هو الأسدي الذي يعرف بالتل بالمثناة وتشديد اللام واسم والد الحسن الزبير وعمر كوفي ماله في البخاري سوى هذا الحديث وآخر في الزكاة وهو من صغار شيوخه وقد نزل البخاري في هذا الاسناد بالنسبة لحديث حفص بن غياث درجة فإنه يروي الكثير عن ولده عمر ابن حفص وغيره من أصحاب حفص وهنا لم يصل لحفص الا باثنين وبالنسبة لرواية هشام بن عروة
(١٠٢)