أوحى الله عز وجل إلى السدرة أن انثري فنثرت الدر والجوهر على الحور العين فهن يتهادينه ويتفاخرن به ويقلن: هذا من نثار فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلما كانت ليلة الزفاف أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ببغلته الشهباء وثنى عليها قطيفه وقال لفاطمة (عليها السلام): اركبي وأمر سلمان (رحمه الله) أن يقودها والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يسوقها فبينا هو في بعض الطريق إذ سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجبه فإذا بجبرئيل (عليه السلام) في سبعين ألفا وميكائيل في سبعين ألفا فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أهبطكم إلى الأرض قالوا: جئنا نزف فاطمة (عليها السلام) إلى زوجها وكبر جبرئيل (عليه السلام) وكبر ميكائيل (عليه السلام) وكبرت الملائكة وكبر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فوضع التكبير على العرائس من تلك الليلة (1).
[2365] 5 - الصدوق بسنده إلى مناهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ألا ومن ذرفت عيناه من خشية الله عز وجل كان له بكل قطرة قطرت من دموعه قصر في الجنة مكللا بالدر والجوهر فيه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر (2).
[2366] 6 - زيد النرسي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم وعشار [غشيان] الملوك وأبناء الدنيا فإن ذلك يصغر نعمة الله في أعينكم ويعقبكم كفرا وإياكم ومجالسة الملوك وأبناء الدنيا ففي ذلك ذهاب دينكم ويعقبكم نفاقا وذلك داء دوى لا شفاء له ويورث قساوة القلب ويسلبكم الخشوع وعليك بالاشكال من الناس والأوساط من الناس فعندهم تجدون معادن الجوهر وإياكم أن تمدوا أطرافكم إلى ما في أيدي أبناء الدنيا، فمن مد طرفه إلى ذلك طال حزنه ولم يشف غيظه واستصغر نعمة الله عنده فيقل شكره لله، وانظر إلى من هو دونك فتكون لأنعم الله شاكرا ولمزيده مستوجبا ولجوده ساكبا (3).