الكوفة أتاني فيمن أتى، فاحتبسته عندي حتى خلا منزلي ثم قلت له: يا هذا اني ذكرتك لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) فقال لي: إذا رجعت إلى الكوفة سيأتيك فقل له: يقول لك جعفر بن محمد: دع ما أنت عليه وأضمن لك على الله الجنة، قال: فبكى ثم قال لي: الله لقد قال لك أبو عبد الله هذا؟ قال فحلفت له انه قد قال لي ما قلت فقال لي: حسبك ومضى، فلما كان بعد أيام بعث إلي فدعاني وإذا هو خلف داره عريان فقال لي يا أبا بصير لا والله ما بقي في منزلي شيء وإلا وقد أخرجته وأنا كما ترى قال فمضيت إلى اخواننا فجمعت له ما كسوته به ثم لم تأت عليه أيام يسيرة حتى بعث إلي أني عليل فأتني، فجعلت أختلف إليه وأعالجه حتى نزل به الموت فكنت عنده جالسا وهو يجود بنفسه فغشي عليه غشية ثم أفاق فقال لي: يا أبا بصير قد وفى صاحبك لنا، ثم قبض رحمة الله عليه فلما حججت أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) فاستذنت عليه فلما دخلت قال لي ابتداء من داخل البيت واحدى رجلي في الصحن والاخرى في دهليز داره: يا أبا بصير قد وفينا لصاحبك (1).
[2040] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا رفعه، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: مر أمير المؤمنين (عليه السلام) بمجلس من قريش فإذا هو بقوم بيض ثيابهم، صافية ألوانهم، كثير ضحكهم، يشيرون بأصابعهم إلى من يمر بهم، ثم مر بمجلس للأوس والخزرج فإذا قوم بليت منهم الأبدان، ودقت منهم الرقاب واصفرت منهم الألوان، وقد تواضعوا بالكلام، فتعجب علي (عليه السلام) من ذلك ودخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: بأبي أنت وأمي اني مررت بمجلس لآل فلان ثم وصفهم ومررت بمجلس للأوس والخزرج فوصفهم ثم قال: وجميع مؤمنون فأخبرني يا رسول الله بصفة المؤمن؟ فنكس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم رفع رأسه فقال: عشرون خصلة في المؤمن فإن لم تكن فيه لم يكمل إيمانه إن من أخلاق المؤمنين يا علي: