ومنها: صحيحة ابن رئاب عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه سئل عن الجامعة؟ فقال: تلك صحيفة سبعون ذراعا في عرض الأديم (1).
وإن شئت أكثر من هذا فراجع مجاميعنا الحديثية نحو الكافي: 1 / 238، وبصائر الدرجات: 142، والوافي: 3 / 579، وبحار الأنوار: 26 / 18، وغير ذلك من كتب الأخبار.
وكذلك جمع أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) القرآن الكريم وتفسيره وشأن نزول آياته يحدثنا ابن النديم في فهرسته عن ذلك:... عن علي (عليه السلام) رأى من الناس طيرة عند وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأقسم انه لا يضع عن ظهره رداءه حتى يجمع القرآن، فجلس في بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن، فهو أول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه، وكان المصحف عند أهل جعفر... (2).
وقد أطلق في رواياتنا عليه «مصحف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)» وفيه مضافا إلى الآيات، تفسيرها وشأن نزولها وغير ذلك.
ثم كتب (عليه السلام) بخطه مصحف بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) زوجته وأم أئمة المؤمنين فاطمة الزهراء سلام الله عليها، يحدثنا أبو عبيدة الحذاء في صحيحته عن ذلك قال:
سأل أبا عبد الله (عليه السلام) بعض أصحابنا عن الجفر، فقال: هو جلد ثور مملوء علما، قال له:
فالجامعة؟ قال: تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الأديم مثل فخذ الفالج، فيها كل ما يحتاج الناس اليه، وليس من قضية إلا وهي فيها حتى أرش الخدش، قال:
فمصحف فاطمة (عليها السلام)؟ قال: فسكت طويلا، ثم قال: إنكم لتبحثون عما تريدون وعما لا تريدون، إن فاطمة مكثت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خمسة وسبعين يوما وكان دخلها حزن شديد على أبيها، وكان جبرئيل (عليه السلام) يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ويطيب نفسها