أصل العدد واحد فإذا نقصت من واحد فليست هي صلاة فعلم الله عز وجل أن العباد لا يؤدون تلك الركعة الواحدة التي لا صلاة أقل منها بكمالها وتمامها والإقبال عليها فقرن إليها ركعة ليتم بالثانية ما نقص من الاولى ففرض الله عز وجل أصل الصلاة ركعتين، ثم علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن العباد لا يؤدون هاتين الركعتين بتمام ما امروا به وكماله فضم إلى الظهر والعصر والعشاء الآخرة ركعتين ركعتين ليكون فيهما تمام الركعتين الأوليين، ثم علم أن صلاة المغرب يكون شغل الناس في وقتها أكثر للانصراف إلى الإفطار والأكل والشرب والوضوء والتهيئة للمبيت فزاد فيها ركعة واحدة ليكون أخف عليهم ولأن تصير ركعات الصلاة في اليوم والليلة فردا، ثم ترك الغداة على حالها لأن الاشتغال في وقتها أكثر والمبادرة إلى الحوائج فيها أعم ولأن القلوب فيها أخلى من الفكر لقلة معاملات الناس بالليل ولقلة الأخذ والإعطاء، فالإنسان فيها أقبل على صلاته منه في غيرها من الصلوات لأن الفكر أقل لعدم العمل من الليل...
فإن قال: فلم جعل ركعة وسجدتين؟ قيل: لأن الركوع من فعل القيام والسجود من فعل القعود وصلاة القاعد على النصف من صلاة القيام فضوعف السجود ليستوي بالركوع فلا يكون بينهما تفاوت لأن الصلاة إنما هي ركوع وسجود (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[797] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا كنت في إدبار والموت في إقبال فما أسرع الملتقى (2).
[798] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المحاسن في الإقبال هي المساوي في الإدبار (3).