في باب فضل أبي بكر من قوله يوم السقيفة مخاطبا الحضور: فبايعوا عمر بن الخطاب أو أبا عبيدة الجراح؟
وفي تاريخ الطبري 3 ص 209: قال أبو بكر: هذا عمر وهذا أبو عبيدة فأيهما شئتم فبايعوا.
وفي ص 201، ومسند أحمد 1 ص 56: إني قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فأيهما شئتم: عمر أو أبا عبيدة.
وفي الإمامة والسياسة 1 ص 7: إنما أدعوكم إلى أبي عبيدة أو عمر وكلاهما قد رضيت لكم ولهذا الأمر وكلاهما له أهل. وفي ص 10 قال: إني ناصح لكم في أحد الرجلين: أبي عبيدة بن الجراح أو عمر، فبايعوا من شئتم منهما.
قال الأميني: بخ بخ. حسب النبي الأعظم مجدا وشرفا، والاسلام عزا و منعة، والمسلمين فخرا وكرامة استخلاف مثل أبي عبيدة الجراح ولم يكن إلا حفارا مكيا يحفر القبور بالمدينة، وكان فيها حفاران (1) ليس إلا وهما: أبو عبيدة وأبو طلحة.
فما أسعد حظ هذه الأمة أن يكون في حفاري قبورها من يشغل منصة النبي صلى الله عليه وآله بعده، ويسد ذلك الفراغ، ويكون هو مرجع العالم في أمر الدين والدنيا، وأي وازع أبا عبيدة من أن يكون خليفة لائتمانه؟ بعدما كاد معاوية بن أبي سفيان أن يكون نبيا و يبعث لائتمانه وعلمه كما مر في ص 308.
غير أني لست أدري ما كانت الحالة يوم ذاك في السماوات عند إيهاب أبي بكر الخلافة الإسلامية لأبي عبيدة؟! وهي كانت ترتج والملائكة تهتف والله يأبى إلا أبا بكر مهما سئلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام وقد أنزله منزلة نفسه نصا من الله العزيز.
نعم: كان حقا على السماوات أن يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا.
24 - وما الذي جوز لأبي بكر قوله لعمر بعد قوله له: - أبسط يدك يا أبا بكر فلأبايعك -: بل أنت يا عمر فأنت أقوى لها مني؟ وكان كل واحد منهما يريد صاحبه