نفسي الفداء لمشهد أسراره * من دونها ستر النبوة مسبل ورواق عز فيه أشرف بقعة * ظلت تحار لها العقول وتذهل تغضي لبهجته النواظر هيبة * ويرد عنه طرفه المتأمل حسدت مكانته النجوم فود لو * أمسى يجاوره السماك الأعزل وسما علوا أن تقبل تربه * شفة فأضحى بالجباه يقبل وقال في ذكر الكرامات: منها أن رجلا يقال له: شمس الدين القعويني كان ساكنا بالقرب من المشهد وكان معلم الكسوة الشريفة حصل له ضرر في عينيه فكف بصره وكان كل يوم إذا صلى الصبح في مشهد الإمام الحسين يقف على باب الضريح الشريف ويقول: يا سيدي أنا جارك قد كف بصري وأطلب من الله بواسطتك أن يرد علي ولو عينا واحدة، فبينما هو نائم ذات ليلة إذ رأى جماعة أتوا إلى المشهد الشريف فسأل عنهم فقيل له: هذا النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة معه جاؤوا لزيارة السيد الحسين رضي الله عنه فدخل معهم ثم قال ما كان يقوله في اليقظة، فالتفت الحسين إلى جده صلى الله عليه وسلم وذكر له ذلك على سبيل الشفاعة عنده في الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم للإمام علي رضي الله عنه: يا علي كحله. فقال: سمعا وطاعة وأبرز من يده مكحلة ومرودا وقال له: تقدم حتى أكحلك فتقدم فلوث المرود ووضعه في عينه اليمنى فأحس بحرقان عظيم فصرخ صرخة عظيمة فاستيقظ منها وهو يجد حرارة الكحل في عينه ففتحت عينه اليمنى فصار ينظر بها إلى أن مات، وهذا الذي كان يطلبه فاصطنع هذه البسط التي تفرش في مشهد الإمام الحسين رضي الله عنه وكتب عليها وقفا ولم تزل تفرش حتى تولى مصر الوزير المعظم محمد باشا الشريف من طرف حضرة مولانا السلطان محمد خان نصره الله فجدد بسطا أخرى وهي التي تفرش إلى الآن. ثم ذكر كرامة أخرى وقعت للشيخ أبي الفضل نقيب السادة الخلوتية، وقال بعد بيان اختصاص يوم الثلاثاء بزيارة ذلك المشهد: ولنذكر في هذا الباب نبذة من القصائد التي مدحت بها آل البيت الشريف وتوسلت فيها بساكن هذا المشهد المنيف، فمما قلت فيه:
آل طه! ومن يقل آل طه * مستجيرا بجاهكم لا يرد حبكم مذهبي وعقد يقيني * ليس لي مذهب سواه وعقد