وبقوله صلى الله عليه وآله: إن الله اختار من أهل الأرض رجلين أحدهما أبوك والآخر زوجك (1) وإني لا يسعني المجال لتحليل كلمة الرجل: وكان صهرا النبي الأمويان.
إلخ: وحسبك في مداراة عثمان الكريم حديث أنس عن رسول الله لما شهد دفن رقية ابنته العزيزة وقعد على قبرها ودمعت عيناه فقال: أيكم لم يقارف الليلة أهله؟!
فقال أبو طلحة: أنا. فأمره أن ينزل في قبرها.
قال ابن بطال: أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يحرم عثمان النزول في قبرها وقد كان أحق الناس بذلك لأنه كان بعلها وفقد منها علقا لا عوض منه لأنه حين قال عليه السلام:
أيكم لم يقارف الليلة أهله؟! سكت عثمان ولم يقل: أنا. لأنه قد قارف ليلة ماتت بعض نسائه، ولم يشغله الهم بالمصيبة وانقطاع صهره من النبي صلى الله عليه وسلم عن المقارفة فحرم بذلك ما كان حقا له وكان أولى به من أبي طلحة وغيره. وهذا بين في معنى الحديث ولعل النبي صلى الله عليه وسلم قد كان علم ذلك بالوحي فلم يقل له شيئا لأنه فعل فعلا حلالا غير أن المصيبة لم تبلغ منه مبلغا يشغله حتى حرم ما حرم من ذلك بتعريض غير صريح. (الروض الأنف 2 ص 107) وما عساني أن أقول في أبي العاص الذي كان على شركه إلى عام الحديبية، واسر مع المشركين مرتين، وفرق الاسلام بينه وبين زوجته زينب بنت النبي صلى الله عليه وآله ست سنين، وهاجرت مسلمة وتركته لشركه، ولم ترد قط بعد إسلامه كلمة تعرب عن صلته مع النبي ومداراته له فضلا عن مقايسته بعلي. أبي ذريته وسيد عترته.
وقد اتهم الرجل نبي الاسلام بعدم العمل على سعادة ابنته الطاهرة المطهرة بنص الكتاب العزيز، ويقذف عليا بالتألم من ذلك، وكان صلى الله عليه وآله إذا أصبح أتى باب علي وفاطمة وهو يقول: يرحمكم الله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. وكان لم يزل يقول: فاطمة أحب الناس إلي.
ويقول: أحب الناس إلي من النساء فاطمة.
ويقول: أحب أهلي إلي فاطمة.