الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج وهو يتلوها ويتبسم فقال لأصحابه من يدلني على ذلك الشاب التائب فقال معاذ يا رسول الله بلغنا انه في موضع كذا وكذا فمضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأصحابه حتى انتهوا إلى ذلك الجبل فصعدوا اليه يطلبون الشاب فإذا هم بالشاب قائم بين صخرتين مغلولة يداه إلى عنقه وقد اسود وجهه وتساقطت أشفار عينيه من البكاء وهو يقول سيدي قد أحسنت خلقي وأحسنت صورتي.
فليت شعري ما ذا تريد بي أفي النار تحرقني أو في جوارك تسكنني اللهم انك قد أكثرت الاحسان إلى وأنعمت على فليت شعري ما ذا يكون آخر امرى إلى الجنة تزفني أم إلى النار تسوقني اللهم ان خطيئتي أعظم من السماوات والأرض ومن كرسيك الواسع وعرشك العظيم فليت شعري تغفر خطيئتي أم تفضحني بها يوم القيامة فلم يزل يقول نحو هذا وهو يبكى ويحثو التراب على رأسه وقد أحاطت به السباع وصفت فوقه الطير وهم يبكون لبكائه فدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأطلق يديه من عنقه ونفض التراب عن رأسه وقال يا بهلول أبشر فإنك عتيق الله من النار ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه هكذا تداركوا الذنوب كما تداركها بهلول أبشر فإنك عتيق الله من النار ثم تلا عليه ما انزل الله عز وجل فيه وبشره بالجنة ك 349 ج 2 - ورواه الشيخ أبو الفتوح في تفسيره عن معمر عن رجل انه دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذكر ما يقرب منه وفيه أنه نزل جبرئيل بعد ما دعا الشاب ان يحرقه الله بنار الدنيا ناشرا أجنحته أحدها في المشرق والاخر في المغرب وقال يا محمد ان الله يقرئك السلام ويقول أأنت خلقت الخلق أم انا فقال اللهم لا بل أنت خلقتني وإياهم قال ويقول أنت ترزقهم أم انا قال لا أنت ترزقني وإياهم قال ويقول أنت تقبل توبتهم أم انا قال لا بل أنت تقبل منهم قال فلم آيست عبدي ادعه واقبل توبته وقل له انى قبلت توبته ورحمت عليه ونزل بهذه الآية قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إلى قوله انه هو الغفور الرحيم.
2788 (105) التوحيد 406 - حدثنا أبو على الحسين بن أحمد البيهقي قال أخبرنا محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا أبو ذكوان قال سمعت إبراهيم