شرح اللمعة - الشهيد الثاني - ج ٥ - الصفحة ٤٠٩
.............
____________________
الخلائق انصتوا فإن محمدا يكلمكم فينصت الخلائق فيقول النبي صلى الله عليه وآله (يا معشر الخلائق من كانت له عندي يد، أو منة، أو معروف فليقم حتى أكافيه) فيقولون: بآبائنا وأمهاتنا وأي يد، وأي منة، وأي معروف لنا، بل اليد والمنة والمعروف لله ولرسوله على جميع الخلائق. فيقول: بلى من آوى أحدا من أهل بيتي، أو برهم، أو كساهم من عرى، أو أشبع جائعهم فليقم حتى أكافيه فيقوم أناس قد فعلوا ذلك فيأتي النداء من عند الله يا محمد يا حبيبي قد جعلت مكافأتهم إليك فاسكنهم من الجنة حيث شئت فيسكنهم في الوسيلة حيث لا يحجبون عن محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم.
وعليك بتعظيم الفقهاء وتكريم العلماء فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال " من أكرم فقيها مسلما لقي الله تعالى يوم القيامة وهو عنه راض ومن أهان فقيها مسلما لقي الله تعالى يوم القيامة وهو عليه غضبان وجعل النظر إلى وجه العلماء عبادة، والنظر إلى باب العالم عبادة، ومجالسته عبادة.
وعليك بكثرة الاجتهاد في ازدياد العلم، والتفقه في الدين فإن أمير المؤمنين عليه السلام قال لولده: " تفقه في الدين فإن الفقهاء ورثة الأنبياء، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماوات، ومن في الأرض حتى الطير في جو السماء، والحوت في البحر، وأن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى به ".
وإياك وكتمان العلم، ومنعه من المستحقين لبذله فإن الله تعالى يقول: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله " إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة الله " وقال عليه السلام: " لا تؤتوا الحكمة غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموها ".
(٤٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 ... » »»
الفهرست