شرح اللمعة - الشهيد الثاني - ج ٥ - الصفحة ٤٠٧
.............
____________________
راصد التدقيق ومقاصد التحقيق. النهج الوضاح في الأحاديث الصحاح.
وإليك وصيته:
بسم الله الرحمن الرحيم أعلم يا بني أعانك الله تعالى على طاعته، ووفقك لفعل الخير وملازمته، وأرشدك إلى ما يحبه ويرضاه، وبلغك ما تأمله من الخير وتتمناه، وأسعدك في الدارين، وحباك بكل ما تقر به العين ومد لك في العمر السعيد، والعيش الرغيد وختم أعمالك بالصالحات، ورزقك أسباب السعادات، وأفاض عليك من عظائم البركات، ووقاك الله من كل محذور، ودفع عنك الشرور.
إني قد لخصت لك في هذا الكتاب لب فتاوي الأحكام، وبينت لك فيه قواعد شرائع الإسلام. بألفاظ مختصرة، وعبارات محررة، وأوضحت لك فيه نهج الرشاد، وطريق السداد. وذلك بعد أن بلغت من العمر الخمسين، ودخلت في عشر الستين، وقد حكم سيد البرايا بأنها مبدأ اعتراك المنايا. فإن حكم الله تعالى علي بأمره، وقضى فيها بقدره، وأنفذ ما حكم به على العباد الحاضر منهم والباد.
فإني أوصيك كما افترض الله تعالى علي من الوصية، وأمرني به حين أدراك المنية. بملازمة تقوى الله تعالى فإنها السنة القائمة، والفريضة اللازمة، والجنة الواقية، والعدة الباقية، وأنفع ما أعده الإنسان ليوم تشخص فيه الأبصار.
وعليك باتباع أوامر الله تعالى، وفعل ما يرضيه، واجتناب ما يكرهه
(٤٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 ... » »»
الفهرست