الرسالة، ورسمت جملة مقنعة من تلك الآثار في هذه المقالة.
واخترت منها أربعين حديثا، عملا بما ورد عنه (صلى الله عليه وآله) من قوله: (من حفظ على أمتي أربعين حديثا (1) مما يحتاجون إليه في أمور دينهم، بعثه الله عز وجل يوم القيامة فقيها عالما) (2).
وهذا الحديث مستفيض بين الفريقين، مشهور عند القبيلتين، بل نظمه بعضهم في سلك الأخبار المتواترة، ورواه بمتون متقاربة وأسانيد متغايرة (3).
ثم اني ذكرت في ذيل أكثرها أخبارا اخر بمعناها، ونبهت في معظمها على وجه دلالتها، وحقيقة مغزاها، وأطلقت عنان القلم في بعضها حق الاطلاق، وسجلت (4) على المخالفين في دفع ترهاتهم (5) الغير الرائجة عند الجهابذة الحذاق.
وحيث خرج - بتوفيق الله - من القوة إلى الفعل، وحان حين ختامه، وبرزت أزهاره من أكمامه، أحببت أن يعلو قدره، ويسموا في سماء الرفعة بدره.