ومائتين من الهجرة، هذا هو الصحيح، وعليه اعتمد ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني في الكافي (1)، وغيره من عظماء أصحابنا. ومن المخالفين نور الدين علي بن محمد المكي المالكي في كتاب الفصول المهمة (2).
وروى ثقة الاسلام في الكافي أيضا عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد، قال: خرج عن أبي محمد (عليه السلام) حين قتل الزبيري: هذا جزاء من افترى على الله في أوليائه، زعم أنه يقتلني وليس لي عقب، فكيف رأى قدرة الله، وولد له ولد فسماه م ح م د سنة ست وخمسين ومائتين (3).
والمعلى بن محمد ضعيف مضطرب المذهب، لا اعتماد على ما ينفرد به، وجزم شيخنا المعاصر (4) - خلد الله ظلال إفاداته - بعدم قدحه في صحة الخبر، لأنه من مشايخ الإجازة. وفيه نظر حررناه في تعليقات الخلاصة، والاعتماد على الأول.
وسنه إلى عامنا هذا، وهو العام الخامس بعد المائة والألف من الهجرة النبوية، ثمانمائة واحدى وخمسون سنة.
وقال الشيخ أبو عبد الله المفيد في الارشاد: الإمام القائم بعد أبيه الحسن (عليه السلام) ابنه المسمى باسم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، المكنى بكنيته، ولم يخلف أبوه ولدا ظاهرا ولا غائبا غيره (5)، وخلفه غائبا مستترا.
وكان سنه عند وفاة أبيه خمس سنين، آتاه الله فيها الحكمة وفصل الخطاب، وآتاه الحكمة كما آتاها يحيى صبيا، وجعله اماما في حال الطفولية، كما جعل