ولو عم الله تبارك وتعالى بمعرفتها جميع الناس، لكان ذلك ضد الحكمة، وفساد التدبير، وكان لا يؤمن من غير المعصوم أن يدعو بها على نبي مرسل، أو مؤمن ممتحن، ثم لا يجوز أن لا تقع الإجابة بها مع وعده، واتصافه بأنه لا يخلف الميعاد.
وعلى أنه يجوز أن يعطي المعرفة بعضها من يجعله عبرة لخلقه متى تعدى حده فيها كبلعم بن باعورا حين أراد أن يدعو على كليم الله موسى عليه السلام فانسي ما كان أوتي من الاسم الأعظم، فانسلخ منه وذلك قول الله عز وجل في كتابه " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين " (1) وإنما فعل عز وجل ذلك ليعلم الناس أنه ما اختص بالفضل إلا من علم أنه مستحق للفضل، وأنه لو عم لجاز منهم وقوع ما وقع من بلعم (2).
15 - تفسير العياشي: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن المحكم والمتشابه، قال: المحكم ما نعمل به، والمتشابه ما اشتبه على جاهله (3).
16 - تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام يقول: إن القرآن محكم ومتشابه، فأما المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به، وأما المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به، وهو قول الله " فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا " والراسخون في العلم هم آل محمد (4).
17 - تفسير العياشي: عبد الله بن بكير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزل القرآن بإياك أعني واسمعي يا جاره (5).
18 - تفسير العياشي: عن ابن أبي عمير، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما