فهرب وهجا النبي صلى الله عليه وآله فقال النبي صلى الله عليه وآله: من وجد عبد الله بن سعد بن أبي سرح ولو كان متعلقا بأستار الكعبة فليقتله، وإنما كان النبي صلى الله عليه وآله يقول له فيما يغيره هو واحد هو واحد لأنه لا ينكتب ما يريده عبد الله إنما كان ينكتب ما كان يمليه عليه السلام فقال: هو واحد غيرت أم لم تغير لم ينكتب ما تكتبه بل ينكتب ما أمليه عن الوحي وجبرئيل عليه السلام يصلحه.
وفي ذلك دلالة للنبي صلى الله عليه وآله ووجه الحكمة في استكتاب النبي صلى الله عليه وآله الوحي معاوية وعبد الله بن سعد وهما عدوان هو أن المشركين قالوا: إن محمدا يقول هذا القرآن من تلقاء نفسه، ويأتي في كل حادثة بآية يزعم أنها أنزلت عليه وسبيل من يضع الكلام في حوادث يحدث في الأوقات أن يغير الألفاظ إذا استعيد ذلك الكلام، ولا يأتي به في ثاني الامر وبعد مرور الأوقات عليه إلا مغيرا عن حاله الأولى لفظا ومعنى، أو لفظا دون معنى، فاستعان في كتب ما ينزل عليه في الحوادث الواقعة بعدوين له في دينه عدلين عند أعدائه ليعلم الكفار والمشركون أن كلامه في ثاني الامر كلامه في الأول غير مغير، ولا مزال عن جهته، فيكون أبلغ للحجة عليهم، ولو استعان في ذلك بوليين مثل سلمان وأبي ذر وأشباههما لكان الامر عند أعدائه غير واقع هذا الموقع، وكانت يتخيل فيه التواطي والتطابق فهذا وجه الحكمة في استكتابهما واضح مبين والحمد لله (1).
3 - تفسير العياشي: عن الحسين بن سعيد، عن أحدهما قال: سألته عن قول الله: " أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شئ " قال نزلت في ابن سرح: الذي كان عثمان ابن عفان استعمله على مصر، وهو ممن كان رسول الله صلى الله عليه وآله يوم فتح مكة هدر دمه، وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وآله فإذا أنزل الله عليه " فان الله عزيز حكيم " كتب " فان الله عليم حكيم " [فيقول له رسول الله صلى الله عليه وآله: دعها فان الله عليم حكيم] (2) وقد كان ابن أبي سرح يقول للمنافقين: إني لأقول الشئ مثل ما يجئ به هو