وعن أبي المقدام قال: مررت مع أبي جعفر عليه السلام بالبقيع فمررنا بقبر رجل من الشيعة قال فوقف عليه ثم قال: " اللهم ارحم غربته، وصل وحدته، وآنس وحشته، وأسكن إليه من رحمتك رحمة يستغني بها عن رحمة من سواك وألحقه بمن كان يتولاه ".
بيان: كلمة " من " في قوله: " من رحمتك " بيانية أو سببية، قوله:
" وعندك نحتسبه " أي أجر مصيبته أي أصبر عليها احتسابا وطلبا للاجر، أو الضمير راجع إلى [ما فعل من الدفن وغيره بهذا المعنى أو راجع إلى] الميت، بمعنى أني أظنه عندك في جواز رحمتك وكرامتك، أو عند أوليائك.
44 - كنز الكراجكي: عن أسد بن إبراهيم السلمي والحسين بن محمد الصيرفي معا عن أبي بكر المفيد الجرجرائي، عن أبي الدنيا المعمر المغربي، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لا تتخذوا قبري عيدا، ولا تتخذوا قبوركم مساجد، ولا بيوتكم قبورا الخبر.
45 - مجالس الشيخ: عن المفيد، عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور، عن أبي بكر مثله (1).
توضيح: هذا الخبر رواه في فردوس الاخبار وغيره من كتب المخالفين عن علي عليه السلام، وقال الطيبي في شرح المشكاة في قوله صلى الله عليه وآله: " لا تتخذوا قبري عيدا " أي لا تجعلوا زيارة قبري عيدا أو قبري مظهر عيد، أي لا تجتمعوا لزيارتي اجتماعكم للعيد، فإنه يوم لهو وسرور، وحال الزيارة بخلافة، وكان دأب أهل الكتاب فأورثهم القسوة، ومن هجيرى (2) عبدة الأوثان حتى عبدوا الأموات، أو اسم من الاعتياد من عاده واعتاده إذا صار عادة له، واعتياده يؤدي إلى سوء الأدب و ارتفاع الحشمة، ويؤيده قوله " فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم " أي لا تتكلفوا المعاودة