بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧٩ - الصفحة ١٣٤
" ولمن صبر وغفر فان ذلك من عزم الأمور " ثم قال زين العابدين عليه السلام: فمازلت أعمل بعمل أمير المؤمنين عليه السلام.
وقال عليه السلام: الرضا بالمكروه أرفع درجات المتقين.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: المصائب بالسوية مقسومة بين البرية.
وقال عليه السلام: من لم ينجه الصبر أهلكه الجزع.
وروي أن موسى عليه السلام قال: يا رب دلني على عمل إذا أنا عملته نلت به رضاك، فأوحى الله إليه: يا ابن عمران إن رضاي في كرهك، ولن تطيق ذلك، قال:
فخر موسى عليه السلام ساجدا باكيا فقال يا رب خصصتني بالكلام، ولم تكلم بشرا قبلي، ولم تدلني على عمل أنال به رضاك؟ فأوحى الله إليه إن رضاي في رضاك بقضائي.
18 - نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين: وقد عزى الأشعث بن قيس عن ابن له: يا أشعث إن تحزن على ابنك فقد استحقت ذلك منك الرحم، وإن تصبر ففي الله من كل مصيبة خلف، يا أشعث إن صبرت جرى عليك القدر، وأنت مأجور وإن جزعت جرى عليك القدر، وأنت مأزور (1) سرك وهو بلاء وفتنة، وحزنك وهو ثواب ورحمة (2).
وقال عليه السلام على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله ساعة دفن: إن الصبر لجميل إلا عنك، وإن الجزع لقبيح إلا عليك، وإن المصاب بك لجليل، وإنه قبلك و بعدك لجلل (3).
بيان: قال الجوهري الوزر الاثم والثقل، قال الأخفش تقول منه وزريوزر ووزريزر ووزريوزر، فهو موزور، وإنما قال في الحديث: مأزورات لمكان مأجورات ولو أفرد لقال موزورات انتهى.

(1) في المصدر: يا أشعث ابنك سرك.
(2) نهج البلاغة تحت الرقم 291 من قسم الحكم.
(3) نهج البلاغة تحت الرقم 292 من قسم الحكم.
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست