- رحمك الله تعالى - قال: أنت صاحبي بالأمس؟ قلت: نعم، قال: إذا والله لا أحدثك إلا قائما لما بدا مني إليك، لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من كان عنده علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار، ثم قام قائما وقال: كنت رأيت مولاي أنس بن مالك وهو معصب بعصابة بيضاء، فقلت: وما هذه العصابة؟ قال: هذه دعوة علي بن أبي طالب، فقلت: وكيف؟ فقال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله طائر ورسول الله صلى الله عليه وآله في بيت أم سلمة رضي الله عنها وأنا حينئذ أحجب رسول الله صلى الله عليه وآله فأصلحته أم سلمة رضي الله عنها وأتت به رسول الله صلى الله عليه وآله وقالت أم سلمة: الزم الباب لينال رسول الله صلى الله عليه وآله منه، فلزمت الباب وقدمته إلى النبي صلى الله عليه وآله، فلما وضعته بين يديه رفع رسول الله صلى الله عليه وآله يديه وقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فسمعت دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وأحببت أن يكون رجلا من قومي، فأتى علي ابن أبي طالب، فقلت: إن رسول الله عنك مشغول فانصرف، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وآله ثانية وقال: اللهم أئتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فأتى علي ابن أبي طالب، فقلت: إن رسول الله عنك مشغول فانصرف، ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وآله رأسه ودعا ثالثة وقال: يا رب ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر فأتى علي فقلت: رسول الله عنك مشغول، فقال: وما يشغل رسول الله صلى الله عليه وآله عني؟
ودفعني فدخل، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله قبل ما بين عينيه وقال: يا أخي! من الذي حبسك عني وقد دعوت الله ثلاثا أن يأتيني بأحب خلقه إليه يأكل معي من هذا الطائر؟ فقال يا رسول الله؟ قد جئت ثلاثا كل ذلك يردني أنس، فقال: لم رددت عليا؟ فقلت: يا رسول الله إني سمعت دعوتك فأحببت أن يكون رجلا من الأنصار فأفتخر به إلى الأبد، فقال علي عليه السلام: اللهم ارم أنسا بوضح لا يستره من الناس، فظهر علي هذا الذي ترى وهي دعوة علي.
بيان: في سائر الأخبار أن دعوة أمير المؤمنين عليه السلام عليه حين استشهده فأبى أن يشهد وهذا من الأخبار المتواترة، ومما احتج به يوم الشورى فصدقوه، ويدل على أنه عليه السلام أفضل [جميع] خلق الله، وخرج الرسول صلى الله عليه وآله بالاجماع والنصوص المتواترة