سعد وغيرهم ممن يطول بذكرهم الكلام، وشرفوا بعضهم بالخواتيم والخلع، وأنهم اشتروا من دعبل الخزاعي ثوب الرضا عليه السلام بألف دينار من الذهب. ومنها أن الصادق عليه السلام قال لعمران بن عبد الله: أظلك الله يوم لا ظل إلا ظله. انتهى ما أخرجته من تاريخ قم، ومؤلفه من علماء الإمامية.
بيان: يظهر من هذا التاريخ أن " وراردهار " اسم بعض رساتيق قم وتوابعه وقال: فيه سبع عشرة قرية وكان من رساتيق إصبهان فالحق بقم. والجمر اسم نهر من الأنهار التي كانت قبل بناء بلدة قم كما يلوح من التاريخ. وروى الكشي خبر زكريا ابن آدم عن محمد بن قولويه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن حمزة، عن زكريا بن آدم قال: قلت للرضا عليه السلام: إني أريد الخروج عن أهل بيتي فقد كثر السفهاء فيهم، فقال:
لا تفعل، فإن أهل بيتك يدفع عنهم بك كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن الكاظم عليه السلام.
50 - المجازات النبوية: قال النبي صلى الله عليه وآله: أمرت بقرية تأكل القرى تنفي الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد. يريد عليه السلام الهجرة إلى المدينة، قال السيد - ره -: فقوله " أمرت بقرية تأكل القرى " مجاز، والمراد أن أهلها يقهرون أهل القرى فيملكون بلادهم وأموالهم، فكأنهم بهذه الأحوال يأكلونهم. وخرج هذا القول على طريقة للعرب معروفة لأنهم يقولون " أكل فلان جاره " إذا عدا عليه فانتهك حرمته واصطفى حريبته. وعلى ذلك قول علقة ابن عقيل بن علقة لأبيه في أبيات:
أكلت بيتك اكل الضب حتى * وجدت مدارة الكل (1) الوبيل ومن ذلك قوله عليه السلام في غزوة الحديبية " ويح قريش أكلهم (2) الحرب " يريد أنها قد أفنت رجالهم وانتهكت أموالهم، فكانت من هذا الوجه كأنها آكلة لهم قال ذلك في حديث طويل، والمراد بقوله " تنفي الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد " أن أهلها يتمحضون فينتفي عنها الأشرار، ويبقى فيها الأخيار، ويفارقها الاخلاط