ثم قلت لهم: انطلقوا إليه وقولوا له: يقول لك محمد بن علي: إن البيت يحضره أعبد وسودان فهذه ساعة خلوته منهم، وقد قضيت نسكك ونحن نتخوف عليك منهم فلو خففت وانطلقت قبل أن يأتوا، قال: فكوم كومة من بطحاء المسجد ثم وضع ذنبه عليها، ثم مثل في الهواء (1).
توضيح: قال الفيروزآبادي: (2) الجان اسم جمع للجن، وحية أكحل العين لا تؤذي، كثيرة في الدور.
وقال: (3) كوم التراب تكويما جعله كومة كومة بالضم أي قطعة قطعة ورفع رأسها.
وقال: (4) البطحاء والأبطح مسيل واسع فيه دقاق الحصى، وقال: مثل قام منتصبا كمثل بالضم، وزال عن موضعه انتهى أي زال عن موضعه مرتفعا في الهواء أو صار في الهواء متمثلا بصورة شخص.
49 - الخرائج: روي عن سدير أن كثير النواء دخل على أبي جعفر عليه السلام وقال:
زعم المغيرة بن سعيد أن معك ملكا يعرفك المؤمن من الكافر - في الكلام طويل - فلما خرج قال عليه السلام: ما هو إلا خبيث الولادة، وسمع هذا الكلام جماعة من الكوفة قالوا: ذهبنا حتى نسأل عن كثير فله خبر سوء، فمضينا إلى الحي الذي هو فيهم، فدللنا إلى عجوزة صالحة، فقلنا لها: نسألك عن أبي إسماعيل، قالت:
كثير؟ فقلنا: نعم، قالت: تريدون أن تزوجوه؟ قلنا: نعم، قالت: لا تفعلوا فإن أمه قد وضعته في ذلك البيت رابع أربعة من الزنا، وأشارت إلى بيت من بيوت الدار (5).