8 * (باب) * (أحوال أهل زمانه من الخلفاء وغيرهم، وما جرى بينه) * * (عليه السلام وبينهم، وأحوال أصحابه وخدمه) * * (ومواليه ومداحيه صلوات الله عليه) * 1 - الكافي: العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن أبي علي صاحب الأنماط، عن أبان بن تغلب قال: لما هدم الحجاج الكعبة فرق الناس ترابها فلما صاروا إلى بنائها فأرادوا أن يبنوها، خرجت عليهم حية، فمنعت الناس البناء حتى هربوا فأتوا الحجاج، فخاف أن يكون قد منع بناها، فصعد المنبر ثم نشد الناس وقال: رحم الله عبدا عنده مما ابتلينا به علم لما أخبرنا به، قال: فقام إليه شيخ فقال: إن يكن عند أحد علم فعند رجل رأيته جاء إلى الكعبة فأخذ مقدارها ثم مضى، فقال الحجاج: من هو؟ فقال علي بن الحسين عليه السلام فقال: معدن ذلك فبعث إلى علي بن الحسين عليه السلام فأتاه فأخبره بما كان من منع الله إياه البناء، فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: يا حجاج عمدت إلى بناء إبراهيم وإسماعيل فألقيته في الطريق وانتهبته كأنك ترى أنه تراث لك، اصعد المنبر وأنشد الناس أن لا يبقى أحد منهم أخذ منه شيئا إلا رده، قال: ففعل وأنشد الناس أن لا يبقى منهم أحد عنده شئ إلا رده قال: فردوه.
فلما رأى جمع التراب أتى علي بن الحسين صلوات الله عليه فوضع الأساس وأمرهم أن يحفروا، قال: فتغيبت عنهم الحية، فحفروا حتى انتهوا إلى موضع القواعد، قال لهم علي بن الحسين عليه السلام: تنحوا، فتنحوا فدنا منها فغطاها بثوبه ثم بكى ثم غطاها بالتراب بيد نفسه، ثم دعا الفعلة فقال: ضعوا بناءكم قال:
فوضعوا البناء، فلما ارتفعت حيطانها أمر بالتراب فألقي في جوفه فلذلك صار البيت