ليأتونكم؟ فقال: يا أبا حمزة إنهم ليزاحمونا على متكائنا (1).
أبو عبد الله بن عياش في المقتضب، عن سعيد بن المسيب في خبر طويل، عن أم سليم صاحبة الحصى قال لي: يا أم سليم ائتيني بحصاة، فدفعت إليه الحصاة من الأرض فأخذها فجعلها كهيئة الدقيق السحيق، ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ثم قالت بعد كلام: ثم ناداني يا أم سليم، قلت: لبيك قال: ارجعي فرجعت فإذا هو واقف في صرحة داره وسطا فمد يده اليمنى فانخرقت الدور والحيطان وسكك المدينة وغابت يده عني، ثم قال: خذي يا أم سليم فناولني والله كيسا فيه دنانير وقرط من ذهب وفصوص كانت لي من جزع في حق لي (2) في منزلي فإذا الحق حقي (3).
بيان: الصرح: القصر وكل بناء عال.
29 - مناقب ابن شهرآشوب: كتاب الأنوار: إنه عليه السلام كان قائما يصلي حتى وقف ابنه محمد عليهما السلام وهو طفل إلى بئر في داره بالمدينة بعيدة القعر فسقط فيها فنظرت إليه أمه فصرخت وأقبلت نحو البئر تضرب بنفسها حذاء البئر وتستغيث وتقول: يا ابن رسول الله غرق ولدك محمد، وهو لا ينثني عن صلاته، وهو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر فلما طال عليها ذلك، قالت: - حزنا على ولدها - ما أقسى قلوبكم يا أهل بيت رسول الله؟ فأقبل على صلاته ولم يخرج عنها إلا عن كمالها وإتمامها، ثم أقبل عليها وجلس على أرجاء البئر ومد يده إلى قعرها، وكانت لا تنال إلا برشاء (4) طويل فأخرج ابنه محمدا عليه السلام على يديه يناغي ويضحك، لم يبتل له ثوب ولا جسد بالماء، فقال: هاك يا ضعيفة اليقين بالله، فضحكت لسلامة ولدها وبكت لقوله عليه السلام