رأيت المرء تأكله الليالي * كأكل الأرض ساقطة الحديد وما تبقي المنية حين تأتي * على نفس ابن آدم من مزيد وأعلم أنها ستكر حتى * توفي نذرها بأبي الوليد قال: فارتاع عبد الملك، وكان يكنى أبا الوليد فقال له أرطاة: إنما عنيت نفسي يا أمير المؤمنين وكان يكنى أرطاة بأبي الوليد فقال عبد الملك: وأنا والله سيمر بي الذي يمر بك (1).
25 - الفضائل (2) الروضة: مما روي عن جماعة ثقات أنه لما وردت حرة بنت حليمة السعدية على الحجاج بن يوسف الثقفي، فمثلت بين يديه، قال لها: أنت حرة بنت حليمة السعدية؟ قالت له: فراسة من غير مؤمن! فقال لها: الله جاء بك فقد قيل عنك إنك تفضلين عليا على أبي بكر وعمر وعثمان، فقالت: لقد كذب الذي قال: إني أفضله على هؤلاء خاصة قال: وعلى من غير هؤلاء؟ قالت:
أفضله على آدم ونوح ولوط وإبراهيم وداود وسليمان وعيسى بن مريم عليهم السلام فقال لها: ويلك إنك تفضلينه على الصحابة وتزيدين عليهم سبعة من الأنبياء من أولي العزم من الرسل؟ إن لم تأتيني ببيان ما قلت، ضربت عنقك، فقالت: ما أنا مفضلته على هؤلاء الأنبياء، ولكن الله عز وجل فضله عليهم في القرآن بقوله عز وجل في حق آدم " وعصى آدم ربه فغوى " (3) وقال في حق علي " وكان سعيكم مشكورا " (4) فقال: أحسنت يا حرة، فبما تفضلينه على نوح ولوط؟ فقالت:
الله عز وجل فضله عليهما بقوله " ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين " (5) وعلي بن أبي طالب كان ملاكه تحت سدرة