بمثل الذي كان يصلك به عبد الملك وصن (*) عن كلامه فقال: والله يا ابن رسول الله لا رزأتك شيئا، وثواب الله عز وجل في الآجل أحب إلي من ثواب الدنيا في العاجل، فاتصل ذلك بمعاوية بن عبد الله بن جعفر الطيار، وكان أحد سمحاء بني هاشم لفضل عنصره وأحد أدبائها وظرفائها فقال له: يا أبا فراس كم تقدر الذي بقي من عمرك؟ قال: قدر عشرين سنة، قال: فهذه عشرون ألف دينار أعطيتكها من مالي وأعف أبا محمد أعزه الله عن المسألة في أمرك فقال: لقد لقيت أبا محمد وبذل لي ماله فأعلمته أني أخرت ثواب ذلك لاجر الآخرة (1) 21 - مناقب ابن شهرآشوب: الروضة سأل ليث الخزاعي سعيد بن المسيب، عن انهاب المدينة قال: نعم شدوا الخيل إلى أساطين مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله، ورأيت الخيل حول القبر، وانتهب المدينة ثلاثا فكنت أنا وعلي بن الحسين نأتي قبر النبي صلى الله عليه وآله، فيتكلم علي بن الحسين بكلام لم أقف عليه، فيحال ما بيننا وبين القوم، ونصلي ونرى القوم وهم لا يروننا، وقام رجل عليه حلل خضر على فرس محذوف أشهب بيده حربة مع علي بن الحسين عليه السلام فكان إذا أومأ الرجل إلى حرم رسول الله صلى الله عليه وآله يشير ذلك الفارس بالحربة نحوه فيموت من غير أن يصيبه، فلما أن كفوا عن النهب دخل علي بن الحسين على النساء فلم يترك قرطا في اذن صبي، ولا حليا على امرأة ولا ثوبا إلا أخرجه إلى الفارس فقال له الفارس: يا ابن رسول الله إني ملك من الملائكة من شيعتك وشيعة أبيك لما أن ظهر القوم بالمدينة استأذنت ربي في نصرتكم آل محمد، فأذن لي لان أدخرها يدا عند الله تبارك وتعالى وعند رسوله صلى الله عليه وآله وعندكم أهل البيت إلى يوم القيامة (2).
بيان: قوله محذوف لعل المراد محذوف الذنب.