بيوتكم قبلة (1) " ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى، وفيها أيضا منزلة علي عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله ومع هذا دليل ظاهر في قول رسول الله صلى الله عليه وآله حين قال ألا إن هذا المسجد لا يحل لجنب إلا لمحمد وآله (2).
بيان: اختلف المفسرون في تفسير الآية فقيل: لما دخل موسى مصر أمروا باتخاذ مساجد وأن يجعلوا مساجدهم نحو القبلة أي الكعبة، وكانت قبلتهم إلى الكعبة، وقيل: إن فرعون أمر بتخريب مساجد بني إسرائيل فأمروا أن يتخذوا مساجد في بيوتهم، وبه وردت رواية عن إبراهيم (3)، وقيل: معناه: اجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضا، ويحتمل أن يكون على تأويله عليه السلام المعنى قولا لسائر بني إسرائيل أن يتخذوا لأنفسهم بيوتا ويخرجوا من المسجد " واجعلوا بيوتكم " أي بيوت موسى وهارون وذريتهما مسجد الا يبيت فيها غيركم، ويحتمل أن يكون الاستشهاد بالآية لبيان اختصاص هارون بموسى حيث ضمهما في الخطاب ونسب القوم إليهما، فيدل قوله صلى الله عليه وآله: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " بتوسط الآية على ذلك الاختصاص ومن لوازم هذا الاختصاص كونهما مختصين بدخول المسجد جنبا دون سائر الناس.
7 - علل الشرائع: محمد بن أحمد الشيباني (4)، عن الأسدي، عن البرمكي، عن عبد الله ابن أحمد، عن سليمان بن حفص المروزي، عن عمرو بن ثابت، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما سد رسول الله صلى الله عليه وآله الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا باب علي ضج أصحابه من ذلك، فقالوا: يا رسول الله لم سددت أبو ابنا وتركت باب هذا الغلام؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى أمرني بسد أبوابكم وترك باب علي، فإنما أنا متبع لما يوحى إلي من ربي (5).