بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣١ - الصفحة ٢٨
المسألة في كتاب الطلاق (1) إن شاء الله تعالى (2).
ومنها تحويل المقام عن موضعه، كما ورد في كثير من أخبارنا، وقال ابن أبي الحديد (3): قال المؤرخون: إن عمر أول من سن قيام شهر (4) رمضان في جماعة وكتب به إلى البلدان، وأول من ضرب (5) في الخمر ثمانين، وأحرق بيت رويشد الثقفي - وكان نباذا - وأول من عس في عمله بنفسه (6)، وأول من حمل الدرة وأدب بها -، وقيل بعده: كان درة عمر أهيب من سيف الحجاج (7) -.

(١) بحار الأنوار ١٠٤ / ١٣٦ - ١٦٠.
(٢) بمناسبة المقام نتعرض مجملا إلى جهل عمر بمسألة طلاق الأمة، فقد نقل الكنجي في الكفاية:
١٢٩، عن الحافظين الدارقطني وابن عساكر: أن رجلين أتيا عمر بن الخطاب وسألاه عن طلاق الأمة، فمشى حتى أتى حلقة في المسجد فيها رجل أصلع، فقال: أيها الأصلع! ما ترى في طلاق الأمة؟، فرفع رأسه ثم أومى إليه بالسبابة والوسطى، قال لهما عمر: تطليقتان. فقال أحدهما:
سبحان الله! جئناك وأنت أمير المؤمنين فمشيت معنا حتى وقفت على هذا الرجل فسألته فرضيت منه أن أومى إليك؟. فقال لهما: تدريان من هذا؟. قالا: لا. قال: هذا علي بن أبي طالب، أشهد على رسول الله (ص) لسمعته - وهو يقول -: أن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعا في كفة ثم وضع ايمان علي في كفه لرجح ايمان علي بن أبي طالب. قال: هذا حسن ثابت. ورواه الخوارزمي في المناقب: ٧٨ من طريق الزمخشري، ونقله العلامة الأميني في الغدير ٢ / ٢٩٩ عن الدارقطني والزمخشري، وعن السيد علي الهمداني في كتابه مودة القربى.
(٣) شرح ابن أبي الحديد ١٢ / ٧٥ [٣ / ١١٣ - أربعة مجلدات].
(٤) لا توجد: شهر، في المصدر.
(٥) في المصدر: وأقام الحد، بدلا من: وأول من ضرب. وجاء كونه أولا في هذا الاقدام في محاضرات الأوائل: ١١١ - طبع سنة ١٣٠٠ [وفي طبعة أخرى: ١٦٩]، وأوليات العسكري، وتاريخ ابن كثير ٧ / ١٣٢، وتاريخ الخلفاء للسيوطي: ٩٣، وتاريخ القرماني - هامش الكامل ١ / ٢٠٣، وقال الحلبي في سيرته ٢ / ٣١٤: والثمانون طريقة عمر... لما رآه من كثرة شرب الناس للخمر!؟
(٦) جاءت في المصدر بدل هذه الجملة: وأقام في عمله بنفسه.
(٧) هذه قولة مشهورة، ولها موارد كثيرة جدا، والمضحك أنهم يتبجحون بها ناسين أو متناسين أن سيف الحجاج ما قام إلا ظلما وإجحافا، ودرة عمر أكثر منه.. وهي كلمة حق، إذ لولا فتح باب المظالم والتعدي من الأوائل لما أمكن الحجاج وغيره أن يفعلوا ما فعلوا. ولنسرد لك جملة من الموارد لدرة الخليفة، وقد سبق بعضها وسنرجع لها في خشونته وجلفيته:
منها: أن أحد المجاهدين المسلمين قال: إنا لما فتحنا المداين أصبنا كتابا فيه علم من علوم الفرس وكلام معجب، فدعا عمر بالدرة فجعل يضربه بها.. إلى آخر القصة التي أوردها المتقي في كنز العمال ١ / ٩٥، وابن الجوزي في سيرة عمر: ١٠٧، وابن أبي الحديد في شرحه للنهج ٣ / ١٢٢، وغيرهم.
ومنها: ما أورده ابن الجوزية في سيرة عمر: ١٧٤ عن أبي عمر والشيباني، قال: خبر عمر بن الخطاب برجل يصوم الدهر، فجعل يضربه بمخففته - أي درته - ويقول: كل! يا دهر يا دهر.
ومنها: أنه ضرب رجلين بالدرة لزيارتهما بيت المقدس، كما أورده في كنز العمال ٧ / ١٥٧، مع ما هناك من نصوص متظافرة في أنه لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، ومنها بيت المقدس.
ومنها ضربه لعماله على البلاد بالدرة، كما في قصة والي البحرين أبي هريرة التي أوردها ابن أبي الحديد في شرحه على النهج ٣ / ١١٣، بل قد ضرب بالدرة بغير موجب جمع من الأصحاب والوجهاء كل ذلك تنفيسا لعقده، وبسطا لهيمنته وسلطانه، وإخافة لصحبته ومن حوله، فهاهو يضرب ولده عبد الله بلا موجب وسبب، كما في تاريخ الخلفاء للسيوطي: ٩٦، وضربه للجارود العامري - سيد ربيعة - كما في سيرة عمر لابن الجوزي: ١٧٨، وشرح النهج لابن أبي الحديد ٣ / ١١٢، وكنز العمال ٢ / ١٦٧، وضربه لمعاوية عليهما اللعنة والهاوية، كما أورده ابن كثير في تاريخه ٨ / ١٢٥، وابن حجر في الإصابة ٣ / ٤٣٤، وضربه بالجريدة للربيع بن زياد الحارثي، كما نص عليه في الطبقات ٣ / ٢٨٠، وانظر جملة من قصصه هناك في صفحة: ٢٣٠٨ مع أبي موسى الأشعري.
ومنها: ضربه لجمع لأكلهم اللحم! كما في سيرة عمر لابن الجوزي: ٦٨، وكنز العمال ٣ / ١١١، والفتوحات الاسلامية ٢ / ٤٢٤، ومجمع الزوائد للحافظ الهيثمي ٥ / ٣٥.
ومنها: ضربه لجمع من نسائه ونساء المهاجرين والأنصار لبكائهم على أمواتهم، وقد فصلنا الحديث عنه، وهذه من بطولات الخليفة التي تحدثت بها الركبان!!.
ومنها: ضربه لجمع - كتميم الداري والسائب بن يزيد وغيرهما - لصلاتهما بعد العصر، كما سيأتي مصادرها.
ومنها: سأل رجل عن قوله تعالى: (وفاكهة وأبا)، فجهل الخليفة وأجابه الصحابة، فأقبل عليهم بالدرة!!. مجمع الزوائد ٥ / ٨.
ومنها: ما ذكره ابن القيم الجوزية في كتابه الطرق الحكمية: ٤٥ من أمر الخليفة بضرب غلام خاصم أمه - وهو على حق - وردعه ما حكم به يعسوب الدين وامام المتقين صلوات الله عليه في الواقعة، وقد فصلها العلامة الأميني في غديره ٦ / ١٠٤ - ١٠٥، فلاحظ.
ومنها: ما عن عبد الله بن عم، قال: كان عمر يأتي مجزرة الزبير بن العوام بالبقيع، ولم يكن بالمدينة مجزرة غيرها، فيأتي معه بالدرة، فإذا رأي رجلا اشترى لحما يومين متتابعين ضربه بالدرة، وقال: ألا ضويت بطنك يومين. انظر: سيرة عمر لابن الجوزي: ٦٨، وكنز العمال ٣ / ١١١، والفتوحات الاسلامية ٢ / ٤٢٤، وما جاء في مجمع الزوائد ٥ / ٣٥.
ومنها: استدعى عمر امرأة ليسألها عن أمر - وكانت حاملا - فلشدة هيبته ألقت ما في بطنها فأجهضت به جنينا ميتا، فاستفتى عمر أكابر الصحابة في ذلك، فقالوا: لا شئ عليك إنما أنت مؤدب. فقال له علي عليه السلام: إن كانوا راقبوك فقد غشوك، وإن كان هذا جهد رأيهم فقد أخطأوا عليك غرة - يعني عتق رقبة - فرجع عمر والصحابة إلى قوله، كما أخرجه ابن الجوزي في سيرة عمر: ١١٧، وأبو عمر في العلم، السيوطي، كما في ترتيب جمع الجوامع ٧ / ٣٠٠، وذكره ابن أبي الحديد في شرح النهج ١ / ٥٨ [أربع مجلدات].
ومنها: ما رواه جمع من الحفاظ عن بعض الصحابة قال: رأيت عمر بن الخطاب يضرب أكف الرجال في صوم رجب حتى يضعونها في الطعام، كما أورده في كنز العمال ٤ / ٣٢١، ومجمع الزوائد ٣ / 191 وغيرهما، وناقشه شيخنا الأميني في غديره 6 / 282 - 290.
ومنها: ما حكي عن الشهاب في كتابه شفاء العليل فيما في لغة العرب من الدخيل عن بعض
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 28 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الطعن الرابع عشر: أبدع في الدين بدعا كثيرة 7
2 الطعن الخامس عشر: التفريط في بيت المال 44
3 الطعن السادس عشر: التلون في الاحكام 58
4 الطعن السابع عشر: هم بإحراق بيت فاطمة عليها السلام 59
5 الطعن الثامن عشر: قصة الشورى وما أبدع فيها 60
6 الطعن التاسع عشر: وصيته بدفنه في بيت النبي (ص) 88
7 باب (24): نسب عمر وولادته ووفاته وبعض نوادر أحواله، وما جرى بينه وبين أمير المؤمنين صلوات الله عليه 97
8 حسب عمر 109
9 مقتل عمر وكيفية قتله 113
10 باب نادر 141
11 باب (25): تفصيل مثالب عثمان وبدعه في الاحتجاج بها على المخالفين بما رووه في كتبهم وبعض أحواله 149
12 مثالب عثمان وبدعه 149
13 الطعن الأول: تولية من لا يصلح للولاية على المسلمين 149
14 الطعن الثاني: إنكار الصحابة عليه بالاجماع 162
15 الطعن الثالث: رده للحكم بن أبي العاص طريد رسول الله (ص) 169
16 الطعن الرابع: ما صنع مع أبي ذر من الإهانة والضرب والشتم وغيره 174
17 الطعن الخامس: ضرب ابن مسعود وإهانته 187
18 الطعن السادس: ما صنع بعمار بن ياسر 193
19 الطعن السابع: حرقه المصاحف وجمع الناس على قراءة زيد بن ثابت 205
20 الطعن الثامن: إيثاره أهل بيته من بيت مال المسلمين 218
21 الطعن التاسع: تعطيله للحدود الواجبة 224
22 الطعن العاشر: إنه حمى الحمى عن المسلمين 227
23 الطعن الحادي عشر: أعطى من بيت المال الصدقة المقاتلة وغيرها 230
24 الطعن الثاني عشر: أتم الصلاة في حال السفر بمنى 230
25 الطعن الثالث عشر: جرأته على الرسول (ص) ومضادته له 237
26 الطعن الرابع عشر: عدم إذعانه لقضاء رسول الله (ص) بالحق 238
27 الطعن الخامس عشر: زعم في المصحف لحنا 239
28 الطعن السادس عشر: تقديمه الخطبتين في العيدين، وقدم الصلاة عليهما 240
29 الطعن السابع عشر: إحداث الاذان يوم الجمعة رائد عن ما سنه رسول الله (ص) 242
30 الطعن الثامن عشر: مصادرة الدور حول المسجد الحرام لتوسعته وحبس من اعترض 244
31 الطعن التاسع عشر: عدم تمكنه من الاتيان بالخطبة 244
32 الطعن العشرون: جهله بالأحكام 246
33 تذييل وتتميم 253
34 نكير أبي بن كعب 269
35 نكير أبي ذر 270
36 نكير عمار بن ياسر 279
37 نكير عبد الله بن مسعود 281
38 نكير حذيفة بن اليمان 283
39 نكير المقداد 284
40 نكير عبد الرحمن بن حنبل القرشي 285
41 نكير طلحة بن عبيد الله 285
42 نكير الزبير بن العوام 287
43 نكير عبد الرحمن بن عوف 288
44 نكير عمرو بن العاص 290
45 نكير محمد بن مسلمة الأنصاري 291
46 نكير أبي موسى 292
47 نكير جبلة بن عمرو الساعدي 292
48 نكير جهجاه بن عمرو الغفاري 294
49 نكير عائشة 295
50 باب (26): الشورى واحتجاج أمير المؤمنين صلوات الله عليه على القوم في ذلك اليوم 315
51 باب (27): احتجاج أمير المؤمنين صلوات الله عليه على جماعة من المهاجرين والأنصار لم تذاكروا فضلهم في أيام خلافة عثمان وغيره مما احتج به في أيام خلافة خلفاء الجور وبعدها 407
52 باب (28): ما جرى بين أمير المؤمنين صلوات الله عليه وبين عثمان وولاته وأعوانه وبعض أحواله 449
53 باب (29): كيفية قتل عثمان وما احتج عليه القوم في ذلك ونسبه وتاريخه 475
54 باب (30): تبري أمير المؤمنين عليه السلام من دم عثمان وعدم إنكاره أيضا 499
55 باب (31): ما ورد في لعن بني أمية وبني العباس وكفرهم 507
56 باب (32): ما ورد في جمع الغاصبين والمرتدين مجملا 567
57 استدراك (تتميم) 587
58 ما ورد في أبي بكر 587
59 ما ورد في عمر 589
60 ما ورد في عثمان 598
61 ما ورد فيهما أو فيهم 600
62 ما ورد في عائشة وحفصة وبني أمية 639
63 ما ورد في أعداء آل محمد (ص) 648