الباقر عن النبي أنه قال: آمنوا بليلة القدر فإنه ينزل فيها أمر السنة وان لذلك الامر ولاة من بعدي علي بن أبي طالب وأحد عشر من ولده، وقد روى نحوا من ذلك جابر بن عبد الله عن النبي، وروى ابن عباس عن أمير المؤمنين قريبا منه.
وقال ابن هاني المغربي:
فيه تنزل كل وحي منزل * ولأهل بيت الوحي فيه سناء وقال أبو عبد الله (ع): ان الله تعالى أنزل على عبده كتابا قبل وفاته فقال يا محمد هذه وصيتك إلى النجيب من أهل بيتك فقال يا جبريل ومن النجيب من أهل بيتي؟ فقال:
علي بن أبي طالب وكان على الكتاب خواتيم من ذهب فدفعه النبي إلى أمير المؤمنين وأمره ان يفك خاتما منه ويعمل بما فيه، ففكه وعمل بما فيه، ثم دفعه إلى ابنه الحسن ففك خاتما ثم دفعه إلى الحسين ففك خاتما فوجد فيه: ان اخرج بقوم إلى الشهادة فلا شهادة لهم إلا معك وآثر نفسك لله، ففعل ثم دفعه إلى علي بن الحسين ففك خاتما فوجد فيه: ان اطرق واصمت والزم منزلك واعبد ربك حتى يأتيك اليقين، ثم دفعه إلى ابنه محمد بن علي ففك خاتما فوجد فيه: حدث الناس وافتهم ولا تخافن إلا الله فإنه لا سبيل لاحد عليك، ثم دفعه إلى ابنه جعفر ففك خاتما فوجد فيه: حدث الناس وانشر علوم أهل بيتك وصدق آبائك الصالحين ولا تخافن إلا الله وأنت في حرز وأمان ففعل ذلك وهو دافعه إلى موسى وكذلك يدفعه موسى إلى الذي بعده ثم كذلك ابدا إلى قيام المهدي، وقد روى نحو هذا الخبر أبو بكر بن أبي شيبة عن محمد بن فضيل عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس عن النبي.
ورووا في حديث حبابة الوالبية انها قالت قلت لعلي: يا أمير المؤمنين ما دلالة الإمامة قال: ائتيني بتلك الحصاة فأتيته بها فطبع لي فيها بخاتمه ثم قال لي: يا حبابة إذا ادعى مدعي الإمامة فقدر ان يطبع كما رأيت فاعلمي انه إمام مفترض الطاعة والامام لا يعزب عنه ما يريده، فجئت إلى الحسن بعد وفاته فقال لي: حبابة الوالبية؟ قلت نعم قال: هاتي ما معك، فأعطيته الحصاة فطبع لي فيها كما طبع أمير المؤمنين ثم اتيت الحسين فقال لي: أتريدين دلالة الإمامة؟ هاتي ما معك، فناولته الحصاة فطبع لي فيها ثم رأيت علي بن الحسين وأنا أعد يومئذ مائة وثلاث عشرة سنة فرأيته يتعبد فأومي إلي بالسبابة فعاد إلي شبابي ثم قال: هات ما معك، فأعطيته الحصاة فطبع لي فيها ثم أتيت أبا جعفر فطبع لي فيها وهكذا إلى الرضا وعاشت بعد ذلك تسعة أشهر.
فهذه نبذ مما نقلته الخاصة عن النبي صلى الله عليه وآله وهي في قسم التواتر لاتفاق معانيها وتماثل