مكارم الأخلاق - الشيخ الطبرسي - الصفحة ١٠
ولقد كان (صلى الله عليه وآله وسلم) يأكل على الأرض، ويجلس جلسة العبد ويخصف بيده نعله ويرقع بيده ثوبه، ويركب الحمار العاري، ويردف خلفه ويكون الستر على باب بيته تكون فيه التصاوير فيقول: يا فلانة - لإحدى أزواجه - غيبيه عني فإني إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا وزخارفها، فأعرض عن الدنيا بقلبه وأمات ذكرها من نفسه وأحب أن تغيب زينتها عن عينه، لكيلا يتخذ منها رياشا (1) ولا يعتقدها قرارا ولا يرجو فيها مقاما، فأخرجها من النفس وأشخصها عن القلب وغيبها عن البصر وكذلك من أبغض شيئا أبغض أن ينظر إليه وأن يذكر عنده.
ولقد كان في رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما يدلك على مساوئ الدنيا وعيوبها، إذ جاع فيها مع خاصته، وزويت عنه زخارفها مع عظيم زلفته، فلينظر ناظر بعقله أأكرم الله بذلك محمدا أم أهانه؟ فإن قال: أهانه فقد كذب والله العظيم، وأتى بالإفك العظيم، وإن قال: أكرمه فليعلم أن الله قد أهان غيره حيث بسط الدنيا له وزواها عن أقرب الناس منه.
فإن تأسى متأس بنبيه واقتص أثره وولج مولجه وإلا فلا يأمن الهلكة فإن الله جعل محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) علما للساعة ومبشرا بالجنة ومنذرا بالعقوبة، خرج من الدنيا خميصا وورد الآخرة سليما، لم يضع حجرا على حجر حتى مضى لسبيله وأجاب داعي ربه، فما أعظم منة الله عندنا حين أنعم علينا به سلفا نتبعه وقائدا نطأ عقبه والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها ولقد قال لي قائل: ألا تنبذها؟! فقلت:
اغرب عني فعند الصباح يحمد القوم السرى.
فهذه الخطبة كافية في مقصودنا على طريق الجملة ونحن نذكر تفصيل مكارم أخلاقه (صلى الله عليه وآله وسلم) في جميع أحواله وتصرفاته وجلوسه وقيامه وسفره وحضره وأكله وشربه خاصة وجميع ما روي عنه وعن الصادقين عليهم السلام في أحوال الناس عامة ونسأل الله التوفيق في إتمامه، إنه على ما يشاء قدير، وتيسير العسير عليه سهل يسير.

(1) الرياش: ما كان فاخرا من اللباس والأثاث.
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المؤلف والكتاب في سطور 5
2 مقدمة المؤلف 8
3 الباب الأول في أخلاق النبي وأوصافه (خمسة فصول) 11
4 الفصل الأول في خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخلقه وسيرته مع جلساته 11
5 الفصل الثاني في نبذ من أحواله وأخلاقه 15
6 الفصل الثالث في صفة أخلاقه في مطعمه 26
7 الفصل الرابع في صفة أخلاقه في مشربه 31
8 الفصل الخامس في سائر أخلاقه 32
9 الباب الثاني في التنظيف وما يتعلق به (ثلاثة فصول) 40
10 الفصل الأول في التنظيف والتطيب 40
11 الفصل الثاني في التكحل والتدهن 45
12 الفصل الثالث في السواك 48
13 الباب الثالث في الحمام وما يتعلق به (ستة فصول) 50
14 الفصل الأول في كيفية دخول الحمام 50
15 الفصل الثاني في ستر العورة 56
16 الفصل الثالث في التدلك بالخزف وغيره 57
17 الفصل الرابع في حلق الرأس والعانة والإبط 58
18 الفصل الخامس في غسل الرأس بالخطمي والسدر 60
19 الفصل السادس في الاطلاء بالنورة 61
20 الباب الرابع في تقليم الأظفار وأخذ الشارب وغيرهما (أربعة فصول) 64
21 الفصل الأول في تقليم الأظفار 64
22 الفصل الثاني في أخذ الشارب وتدوير اللحية وما يتعلق بهما 67
23 الفصل الثالث في تسريح الرأس واللحية 69
24 الفصل الرابع في الحجامة 73
25 الباب الخامس في الخضاب والزينة والخاتم وما يتعلق بها (ستة فصول) 78
26 الفصل الأول في الترغيب في الخضاب وفضله 78
27 الفصل الثاني في الخضاب بالسواد 79
28 الفصل الثالث في الخضاب بالحناء وغيره. 80
29 الفصل الرابع في ترك الخضاب وكراهيته للجنب والحائض. 83
30 الفصل الخامس في الخاتم وما يتعلق به. 85
31 الفصل السادس في التزيين للنساء بالحلي وغيره. 93
32 الباب السادس في اللباس والمسكن وما يتعلق بهما (عشرة فصول) 96
33 الفصل الأول في التجمل باللباس وكيفية لبسه 96
34 الفصل الثاني في الثوب وتنظيفه 103
35 الفصل الثالث في لبس أنواع اللباس 103
36 الفصل الرابع في لبس الخز والحلة وغير ذلك 106
37 الفصل الخامس فيما يتعلق باللباس 109
38 الفصل السادس في كراهية لباس الشهرة ونكت في اللباس 116
39 الفصل السابع في العمائم والقلانس 119
40 الفصل الثامن في لبس الخف والنعل 121
41 الفصل التاسع في المسكن وما يتعلق به 125
42 الفصل العاشر في الأثاث والفراش وما يتعلق بهما 131
43 الباب السابع في الاكل والشرب وما يتعلق بهما (ثلاثة عشر فصلا) 134
44 الفصل الأول في فضل الاطعام والصدقة والصوم 134
45 الفصل الثاني في آداب غسل اليد وغيرها 139
46 الفصل الثالث في آداب الاكل وما يتعلق به 140
47 الفصل الرابع في آداب الشرب وما يتصل به 150
48 الفصل الخامس في آداب الخلال 152
49 الفصل السادس فيما جاء في الخبز 154
50 الفصل السابع في منافع المياه 155
51 الفصل الثامن في اللحوم وما يتعلق بها 158
52 الفصل التاسع في الحلاوي 165
53 الفصل العاشر في الفواكه 170
54 الفصل الحادي عشر في البقول 176
55 الفصل الثاني عشر في الحبوب 187
56 الفصل الثالث عشر في نوادر الأطعمة وغيرها 189
57 الباب الثامن في النكاح وما يتعلق به (عشرة فصول) 196
58 الفصل الأول في الرغبة في التزويج وبركة المرأة وشومها 196
59 الفصل الثاني في أصناف النساء وأخلاقهن 198
60 الفصل الثالث في الأكفاء ونكت في النكاح (خطب النكاح) 204
61 الفصل الرابع في آداب الزفاف والمباشرة وغيرهما 208
62 الفصل الخامس في حق الزوج على المرأة وحق المرأة على الزوج 213
63 الفصل السادس في الأولاد وما يتعلق بهم 218
64 الفصل السابع في العقيقة وما يتعلق بها 226
65 الفصل الثامن في الختان وما يتعلق به 229
66 الفصل التاسع في هنات تتعلق بالنساء 230
67 الفصل العاشر في نوادر النكاح 233
68 الباب التاسع في السفر وما يتعلق به (ثمانية فصول) 240
69 الفصل الأول في السفر والأوقات المحمودة والمذمومة له 240
70 الفصل الثاني في افتتاح السفر بالصدقة وغيرها 243
71 الفصل الثالث فيما يستحب عند الخروج إلى السفر 245
72 الفصل الرابع في مكارم الأخلاق في السفر وحسن الصحبة وغير ذلك 250
73 الفصل الخامس في حفظ المتاع والاستخارة وطلب الحاجة 254
74 الفصل السادس في آداب المشي وكراهية الوحدة في السفر 257
75 الفصل السابع فيما يتعلق بالدواب 262
76 الفصل الثامن في نوادر السفر 265
77 الباب العاشر في آداب الأدعية وما يتعلق بها (خمسة فصول) 268
78 الفصل الأول في فضل الدعاء وكيفيته 268
79 الفصل الثاني فيما يتعلق باليوم والليلة من الأدعية المختارة 277
80 الفصل الثالث في الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاستغفار والبكاء 306
81 الفصل الرابع في نوادر من الصلوات 318
82 الفصل الخامس في نوادر من الأدعية 343
83 الباب الحادي عشر في آداب المريض وعلاجه وما يتعلق بهما (خمسة فصول) 357
84 الفصل الأول في آداب المريض والعائد وعلاجه 357
85 الفصل الثاني في الاستشفاء بالقرآن 363
86 الفصل الثالث في الاستشفاء بالصدقة والدعاء والصلاة 387
87 الفصل الرابع في الرقي والتمائم لسائر الأمراض 400
88 الفصل الخامس في الاحراز 415
89 الباب الثاني عشر في نوادر الكتاب (خمسة فصول) 419
90 الفصل الأول في ذكر الحقوق لزين العابدين عليه السلام 419
91 الفصل الثالث في وصية النبي صلى الله عليه وآله 424
92 الفصل الثالث في وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام 433
93 الفصل الرابع في موعظة رسول الله صلى الله عليه وآله لابن مسعود 446
94 الفصل الخامس في موعظة رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي ذر 458
95 [الفصل السادس] في اختيارات الأيام 474
96 [الفصل السابع] في خاتمة الكتاب 475