الفتح المغازلي عن أبي جعفر ميثم التمار قال كنت بين يدي أمير النحل جلت معالمه وثبتت كلمته بالكوفة وجماعة من وجوه العرب حافون به كأنهم الكواكب اللامعة في السماء الصاحية إذ دخل علينا من الباب رجل عليه قباء خز دكن قد اعتم بعمامة اتحمية صفراء وقد تقلد بسيفين فنزل من غير سلام ولم ينطق بكلام فتطول إليه الناس بالأعناق ونظروا إليه بالاماق ووقفت إليه الناس من جميع الأفاق ومولانا أمير المؤمنين (ع) لم يرفع رأسه إليه فلما هدأت من الناس الحواس فصح عن لسان كأنه حسام صقيل جذب من غمده وقال أيكم المجتبى في الشجاعة والمعمم بالبراعة والمدرع بالقناعة المولود في الحرم والعالي في الشيم والموصوف بالكرم أيكم أصلع الرأس والثابت الأساس والبطل الدعاس والمضيق الأنفاس والاخذ بالقصاص أيكم غصن أبي طالب الرطيب وبطله المهيب والسهم المصيب والقسم النجيب أيكم الذي نصر به محمد في زمانه واعتز به سلطانه وعظم به شأنه أيكم قاتل العمروين واسر العمروين والعمروان اللذان قتلهما عمرو بن عبد ود وعمرو بن الأشعث المخزومي والعمروان اللذان أسرهما فأبو ثور عمرو ابن معدى كرب وعمرو ابن سعيد الغساني اسره في يوم بدر قال أبو جعفر ميثم التمار قال أمير المؤمنين (ع) انا يا سعيد بن الفضل بن الربيع بن مدركة ابن الصليب بن الأشعث بن أبي السمع بن الاحبل بن فزارة بن دهيل ابن عمرو الدويني فقال لبيك يا علي فقال (ع) سل عما بدا لك فانا كنز الملهوف وانا الموصوف بالمعروف انا الذي قرعتني الصم الصلاب وهطل
(١٩)