ان تظهر دعوته وكانوا بأمره متمسكين وان لم يكونوا شاهدوا شخصه علمنا أن الحكمة من الله سبحانه واتفقت السنة أهل العلم ان موسى (ع) أظهر دعوته بعد رجوعه من عند شعيب (ع) حين سار باهله من بعد السنين التي كان يرعى فيها اغنام شعيب (ع) وكان دخوله المدينة حين وجد فيها الرجلين يقتتلان قبل مصيره إلى شعيب وكان القائل به وبنبوته لم يكن يعرف شخصه وكان يفترض على نفسه طاعته وانتظار دعوته ولولا أن الحجج الذين تقدموا شريعة موسى (ع) أخبروا بما يكون من ظهور موسى (ع) وقتله الفراعنة والجبابرة لما كان فرعون يقتل أولاد بني إسرائيل من طلب موسى (ع) وهو في حجره يربيه ولا يعرفه ولو لم يكن في اخبارهم ما يكون من موسى (ع) من الحكمة التامة لأمسكوا من ذلك حتى يظهر (ع) وقد جاءت الروايات الكثيرة في حجج الله تعالى المتقدمة في عصر ادم إلى زماننا هذا بأنهم كان منهم المستخفون ومنهم المستعلون ومن قبل كانت قصة إبراهيم (ع) مع النمرود كقصة موسى (ع) فإنه بث أصحابه إلى طلبه ليقتله وهو كان في غيبته وكان له (ع) شيعة ينتظرون ظهوره وإذا جاز في حكمة الله تعالى غيبة حجة شهرا فقد جازت الغيبة سنة وإذا جازت سنة جازت واحدة سنيين كثيرة على ما أوجبته حكمة الله تعالى واستقامة تدبيره ومن المخالفين قوم يقولون بظهور المهدي (ع) الا انهم يقولون إن الريب واقع عليهم لزعمهم بقائه من وقت وفات أبيه الحسن الأخير (ع) إلى هذا الوقت فإنهم لم يشاهدوا من عمره أكثر من
(١٣١)