قال: أقدم المأمون دعبل بن علي الخزاعي (1) رحمه الله وآمنه على نفسه، فلما مثل بين يديه، وكنت جالسا بين يدي المأمون، فقال (2) له: أنشدني قصيدتك الكبير، فجحدها دعبل، وأنكر معرفتها، فقال له: لك الأمان عليها كما أمنتك على نفسك، فأنشده:
تأسفت جارتي لما رأت زوري * وعدت الحلم ذنبا غير مغتفر (3) ترجو الصبي بعد ما شابت ذوائبها * وقد جرت طلقا في حلبة الكبر (4) أجارتي إن شيب الرأس يعلمني * ذكر المعاد وإرضاي عن القدر (5) لو كنت أركن للدنيا وزينتها * إذا بكيت على الماضين من نفر أخنى الزمان على أهلي فصدعهم * تصدع الشعب لاقى صدمة الحجر (6) بعض أقام وبعض قد أصات به * داعي المنية والباقي على الأثر (7) أما المقيم فأخشى أن يفارقني * وليست أوبة من ولى بمنتظر