الأمالي - الشيخ المفيد - الصفحة ٢٠٨
مدبرة، ولكل بنون، فكونوا من بني الآخرة، ولا تكونوا من بني الدنيا (1)، اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل (2).
42 - وبالإسناد الأول عن علي بن مهزيار، عن فضالة، عن إسماعيل (3)، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: نبه بالتفكر قلبك، وجاف عن النوم جنبك (4)، واتق الله ربك.
43 - وبالإسناد الأول عن علي بن مهزيار، عن واصل بن سليمان، عن ابن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان المسيح عليه السلام يقول لأصحابه:
إن كنتم أحبائي وإخواني فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من الناس، فإن لم تفعلوا فلستم بإخواني، إنما أعلمكم لتعملوا (5)، ولا أعلمكم لتعجبوا. إنكم لن تنالوا ما تريدون إلا بترك ما تشتهون وبصبركم على ما تكرهون (6).
وإياكم والنظرة فإنها تزرع في قلب صاحبها الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة.
يا طوبى لمن يرى بعينيه (7) الشهوات، ولم يعمل بقلبه المعاصي. ما أبعد

(1) في بعض نسخ الحديث: " من أبناء الدنيا ".
(2) تقدم مثله في المجلس الحادي عشر، ويأتي في المجلس الحادي والأربعين بطريقين المختلفين. وكثيرا ما يقوله عليه السلام ومنها ما قاله عند قدومه من البصرة إلى الكوفة كما في كتاب الصفين.
(3) هو إسماعيل بن أبي زياد السكوني.
(4) في نسخة وفي الكافي: " عن الليل جنبك ".
(5) في بعض النسخ: " لتعلموا ".
(6) أشار عليه السلام بأن الطريق الوحيد إلى الوصول بالمقام الأمين ترك الشهوات وتعديل القوتين الشهوية والغضبية والمقاومة عندهما.
(7) في نسخة: " بعينه ".
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»
الفهرست