ابن محمد قال: حدثنا علي بن سلمة، عن أبي أسلم محمد بن فخار (1)، عن أبي هياج عبد الله بن عامر قال: لما أتي نعي الحسين عليه السلام إلى المدينة خرجت أسماء بنت عقيل بن أبي طالب رضي الله عنها في جماعة من نسائها حتى انتهت إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلاذت به، وشهقت عنده، ثم التفتت إلى المهاجرين والأنصار وهي تقول:
ماذا تقولون إن قال النبي لكم * يوم الحساب وصدق القول مسموع خذلتم عترتي أو كنتم غيبا * والحق عند ولي الأمر مجموع أسلمتموهم بأيدي الظالمين فما * منكم له اليوم عند الله مشفوع ما كان عند غداة الطف إذ حضروا * تلك المنايا ولا عنهن مدفوع قال: فما رأينا باكيا ولا باكية أكثر مما رأينا ذلك اليوم.
6 - قال: أخبرني أبو عبيد الله محمد بن عمر المرزباني قال: حدثنا أحمد بن محمد الجوهري قال: حدثنا الحسن بن عليل العنزي، عن عبد الكريم بن محمد قال:
حدثنا حمزة بن القاسم العلوي، عن عبد العظيم بن عبد الله العلوي، عن الحسن بن الحسين العرني، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال:
أصبحت يوما أم سلمة رحمها الله تبكي، فقيل لها: مم بكاؤك؟ فقالت:
لقد قتل ابني الحسين [عليه السلام] الليلة، وذلك إنني ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ قبض إلا الليلة، فرأيته شاحبا (2) كئيبا [قالت] فقلت: ما لي أراك يا رسول الله شاحبا كئيبا؟ قال: ما زلت الليلة أحفر قبورا للحسين وأصحابه عليهم السلام.