الأمالي - الشيخ المفيد - الصفحة ٦٨
عن عمه محمد بن أبي القاسم (1)، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن أبي النعمان (2)، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قال لي: يا أبا النعمان لا يغرنك الناس من نفسك، فإن الأمر يصل إليك دونهم، و لا تقطع نهارك بكذا وكذا فإن معك منه يحصي عليك، وأحسن فإني لم أر أشد طلبا ولا أسرع دركا من حسنة محدثة لذنب قديم، إن الله جل وعز يقول: " إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين " (3).
4 - قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام قال: ذروة الأمر (4)

محمد بن علي هو ماجيلويه القمي وعمه محمد بن أبي القاسم عبيد الله وقيل:
عبد الله بن عمران الخبابي البرقي أبو عبد الله الملقب بماجيلويه، وأبو القاسم يلقب بندار، سيد من أصحابنا القميين ثقة عالم فقيه عارف بالأدب والشعر (صه).
(٢) يعني الحارث بن حصيرة العجلي الكوفي الأزدي.
(٣) هود: ١١٤. أورده العلامة المجلسي (ره) في باب الحسنات بعد السيئات، ويأتي مثله مع زيادة في المجلس الثالث والعشرين من هذا الكتاب بسند آخر عن ابن أبي يعفور عنه (ع). والحديث برمته يحث على اغتنام الفرص، والاجتهاد في العمل، وترك ما لا يعني الإنسان في دنياه وأخراه، وعدم يأسه من روح الله لذنب صدر منه في الماضي، وإتيانه بقدر ما يمكن من الحسنات، ولا يصغر شيئا من طاعة الله لأن الحسنات يذهبن السيئات.
وقال العلامة المجلسي (ره): قوله: " ولا يغرنك الناس من نفسك " المراد بالناس المادحون الذين لم يطلعوا على عيوبه، والواعظون الذين يبالغون في ذكر الرحمة ويعرضون عن ذكر العقوبات، تقربا عند الملوك والأمراء والأغنياء. " فإن الأمر " أي الجزاء والحساب والعقوبات متعلقة بأعمالك " يصل إليك " لا إليهم وإن وصل إليهم عقاب هذا الاضلال. " بكذا وكذا " أي بقول اللغو والباطل فإن معك من يحفظ عليك عملك فإن القول من جملة العمل (المرآة).
(4) ذروة الأمر بالضم وبالكسر: أعلاه، والأمر الإيمان أو جميع الأمور الدينية، أو الأعم منها والدنيوية، وسنامه بالفتح أي أشرفه وأرفعه مستعارا من سنام البعير لأنه أعلى عضو منه (المرآة).
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»
الفهرست