الأمالي - الشيخ المفيد - الصفحة ١٦٧
يجعل لله على نفسه (1)، وصدق اللسان مع الناس، والحياء مما يقبح عند الله وعند الناس (2)، وحسن الخلق من الأهل والناس.
وأربع من كن فيه من المؤمنين أسكنه الله في أعلى عليين، في غرف فوق غرف، في محل الشرف كل الشرف: من آوى اليتيم ونظر له فكان له أبا [رحيما]، ومن رحم الضعيف وأعانه وكفاه، ومن أنفق على والديه ورفق بهما وبرهما ولم يحزنهما، ومن لم يخرق بمملوكه، وأعانه على ما يكلفه، ولم يستسعه (3) فيما لا يطيق.
2 - قال: أخبرني أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال: حدثنا محمد بن أحمد الحكيمي قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: أخبرنا يحيى بن معين قال:
حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر (4)، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما كان الفحش (5) في شئ قط إلا شانه، ولا كان الحياء في شئ قط إلا زانه.
3 - قال: أخبرني أبو نصر محمد بن الحسين المقري قال: حدثنا أبو عبد الله

(١) يأتي الحديث بدون ذيله في المجلس الخامس والثلاثين وفيه: " من وفى لله بما جعل على نفسه للناس ".
(٢) يشعر بأن المؤمن التقي ينبغي أن يواظب ما هو معمول به أو منهى عنه في عرف الناس ما لم يخالف حكم الله تعالى فإن من لم يراع ذلك سقط من أعين الناس ويخرج مهابته من قلوبهم.
(٣) استسعى العبد استسعاء: كلفه من العمل ما يؤدي به عن نفسه إذا أعتق بعضه ليعتق ما بقي منه.
(٤) هو معمر بن راشد الذي يروي عن ثابت البناني، وروى عنه عبد الرزاق ابن همام الحافظ.
(٥) أراد بالفحش التعدي في القول والجواب، لا الفحش الذي من قذع الكلام ورديئه، وقد يكون الفحش بمعنى الزيادة والكثرة (راجع النهاية).
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست