فمنهوم باللذات (1)، سلس القياد للشهوات، أو مغرى بالجمع والادخار، ليس من رعاة الدين، أقرب شبها بهؤلاء الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه.
اللهم بلى لا تخلي الأرض (2) من قائم بحجة ظاهر مشهور، أو مستتر مغمور، لئلا تبطل حجج الله وبيناته، فإن أولئك الأقلون (3) عددا الأعظمون خطرا، بهم يحفظ الله حججه حتى يودعوها نظراءهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقائق الأمور، فباشروا روح اليقين، واستلانوا ما استوعره المترفون (4)، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى، أولئك خلفاء الله في أرضه، والدعاة إلى دينه.
هاه هاه شوقا إلى رؤيتهم، وأستغفر الله لي ولكم. ثم نزع يده من يدي وقال: انصرف إذا شئت (5).