والاختلاف.
فمضى حتى قدم على عثمان، فلما دخل عليه قال له: لا قرب الله بعمرو عينا (1)، فقال أبو ذر: والله ما سماني أبواي عمرا ولكن لا قرب الله من عصاه، وخالف أمره، وارتكب هواه. فقام إليه كعب الأحبار فقال له:
ألا تتقي الله يا شيخ تجيب (2) أمير المؤمنين بهذا الكلام؟! فرفع أبو ذر عصى كانت في يده فضرب بها رأس كعب، ثم قال له: يا ابن اليهوديين ما كلامك مع المسلمين؟ فوالله ما خرجت اليهودية من قلبك بعد (3).
فقال عثمان: والله لا جمعتني وإياك دار، قد خرفت، وذهب عقلك، أخرجوه من بين يدي حتى تركبوه قتب ناقته بغير وطاء، ثم أنخسوا (4) به الناقة وتعتعوه حتى توصلوه الربذة، فنزلوه بها من غير أنيس حتى يقضي الله فيه ما هو قاض، فأخرجوه متعتعا ملهوزا بالعصي (5).