فقال له ذو الرمة: والله ما أذن الله للذئب أن يأخذ حلوبة عالة عيائل ضرائك (1). فقال له رؤبة: أفبمشيئته أخذها أم بمشيئة الله؟ فقال: ذو الرمة:
بل بمشيئته وإرادته. فقال رؤبة: هذا والله الكذب على الذئب (2)! فقال ذو الرمة: والله الكذب على الذئب أهون من الكذب على رب الذئب (3).
فقال (4): وأنشدني أبو الحسن علي بن مالك النحوي في أثر هذا الحديث لمحمود الوراق:
أعاذل (5) لم آت الذنوب على جهل * ولا أنها من فعل غيري ولا فعلي ولا جرأة مني على الله جئتها * ولا أن جهلي لا يحيط به عقلي ولكن يحسن الظن مني بعفو من * تفرد بالصنع الجميل وبالفضل فإن صدق الظن الذي قد ظننته * ففي فضله ما صدق الظن من مثلي