معه كالغريب مع كلب الراعي يفزع إلى صاحبه من صرفه عنه كذلك إذا أتاك الشيطان موسوسا ليضلك عن سبيل الحق وينسيك ذكر الله فاستعذ منه بربك وربه فإنه يؤيد الحق على
الباطل وينصر المظلوم بقوله عز وجل
﴿انه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون﴾ (3) ولن يقدر على هذا ومعرفة اتيانه ومذاهب وسوسته الا بدوام المراقبة والاستقامة على بساط الخدمة وهيبة المطلع وكثرة الذكر واما المهمل لأوقاته فهو
صيد الشيطان لا محالة واعتبر بما فعل بنفسه من الاغواء والاغترار والاستكبار حيث غره وأعجبه عمله وعبادته وبصيرته ورايه وجرأته عليه قد أورثه علمه ومعرفته واستدلاله بعقله اللعنة إلى الأبد فما ظنك بنصحه ودعوته غيره فاعتصم بحبل الله الأوثق وهو الالتجاء إلى الله والاضطرار بصحة الافتقار إلى الله في كل نفس ولا يغرنك تزيينه للطاعة عليك فإنه يفتح عليك تسعة وتسعين بابا من الخير ليظفر بك عند تمام المائة فقابله بالخلاف والصد عن سبيله والمضادة باستهوائه