* الشرح:
قوله: (عليك بالتلاد وإياك وكل محدث لا عهد له.. اه) التلاد والتالد من المال القديم الأصلي الذي ولد عندك نقيض الطارف ولعل فيه حث على مصاحبة الإمام القديم وهو من كانت إمامته عن النبي (صلى الله عليه وآله) دون الحادث بعده عند الناس وعلى مصاحبة من علم صلاحه بالتجربة مرارا دون غير المجرب وعلى مصاحبة الشيوخ الذين علموا الخير والشر بالتجربة دون الشبان الذين ليست لهم تجربة وكانت طبايعهم مايلة إلى الشرور.
(وكن على حذر من أوثق الناس عندك) فلا تظهر عليه كل سرك فإنه يتغير عليك، أو لا تأخذ صديقا بدون الاختبار نظرا إلى ظاهر الوثوق.
* الأصل:
5 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد، رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (أحب إخواني إلي من أهدى إلي عيوبي).
* الشرح:
قوله: (أحب إخواني إلي من أهدى إلي عيوبي) وذلك لأن الإنسان يحب نفسه فلا يرى عيوبه فإذا أظهرها له صديقه بمقتضى الصداقة والنصيحة تركها طلبا لكماله وذلك من أجل منافع الصداقة وعظمها. وفيه حث للصديقين على إظهار كل منهما عيب صاحبه وعلى عد ذلك الإظهار عطية وهدية لا منقصة موجبة للتفارق والعدوان كما هو شأن أكثر أبناء الزمان.
* الأصل:
6 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن عبيد الله الدهقان، عن أحمد بن عائذ، عن عبيد الله الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لا تكون الصداقة إلا بحدودها، فمن كانت فيه هذه الحدود أو شيء منها فانسبه إلى الصداقة ومن لم يكن فيه شيء منها فلا تنسبه إلى شيء من الصداقة فأولها أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة، والثاني أن ترى زينك زينه وشينك شينه، والثالثة أن لا تغيره عليك ولاية ولا مال، والرابعة أن لا يمنعك شيئا تناله مقدرته، والخامسة - وهي تجمع هذه الخصال - أن لا يسلمك عند النكبات).
* الشرح:
قوله: (لا يتحقق الصداقة إلا بحدودها) وهي أمور بتحقق مهية الصداقة بكل واحدة منها (فمن كانت فيه هذه الحدود كلها أو شيء منها) واحد واثنان أو ثلاث أو أربع.
(فانسبه إلى الصداقة وإن كانت متفاوتة في الشدة والضعف ومن لم يكن فيه شيء منها فلا