* الشرح:
قوله: (ثلاثة مجالستهم تميت القلب) أي تغفلهم عن أمر الآخرة وتميله إلى الشهوات وزهرات الدنيا لضعف عقولهم وشدة ميلهم إلى الدنيا فلا يأمن الجليس من الاغترار بخدائعهم.
والأنذال: جمع النذل وهو الخسيس من الناس المحتقر في جميع أحواله، وقد نذل ككرم فهو نذل ونذيل أي خسيس محتقر.
* الأصل:
9 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عمن ذكره، رفعه، قال: قال لقمان (عليه السلام) لابنه: (يا بني لا تقترب فتكون أبعد لك ولا تبعد فتهان، كل دابة تحب مثلها، وإن ابن آدم يحب مثله، ولا تنشر بزك إلا عند باغيه كما ليس بين الذئب والكبس خلة كذلك ليس بين البار والفاجر خلة، من يقترب من الزفت يعلق به بعضه كذلك من يشارك الفاجر يتعلم من طرقه، من يحب المراء يشتم، ومن يدخل مداخل السوء يتهم، ومن يقارن قرين السوء لا يسلم ومن لا يملك لسانه يندم).
* الشرح:
قوله: (قال: لقمان لابنه يا بني لا تقترب فيكون أبعد لك ولا تبعد فتهان) هذا الكلام من المتشابهات ولعل معناه لا تقترب من الفاجر فيكون اقترابه أبعد لك من الخير أو يكون عدم اقترابه أبعد لك من الشر ولا تبعد من البار فتهان وتخزى في الدنيا والآخرة أو معناه لا تقترب من الناس اقترابا تاما ولا تبعد منهم والمقصود هو الحث على الإعتدال في المخالطة معهم أو معناه لا تقترب من الصديق كثيرا ليكون أبعد لك من زوال المحبة والصداقة ولا تبعد منه كثيرا فتهان والمشهور «زر غبا تزدد حبا» والله يعلم.
(إن كل دابة تحب مثلها وأن ابن آدم يحب مثله) أي كل صنف من الدابة، وكل صنف من بني آدم يحب مثله وهذا كالتأكيد للسابق.
(ولا تنشر برك إلا عند باغيه.. اه) البر الصلة والإحسان والطاعة وكل وصف يتصف به البار، والباغي الطالب وفيه حث على مصاحبة البار دون الفاجر. وفي بعض النسخ «بزك» بالزاي المعجمة وهو الثياب والمتاع، والمراد به المعاني المذكورة والمآل واحد الخلة بالكسر الصداقة والمحبة والزفت بالكسر القار.
(ومن لا يملك لسانه يندم) ميدان اللسان في الخير والشر واسع فمن لا يملك لسانه ولا يتفكر في صحة قوله وفساده ولا في عاقبته يتكلم كثيرا بما يعود ضرره إليه أو إلى أحد من المؤمنين