زمانية يعني يخذلك في وقت كونك محتاجا إليه أشد احتياج فكيف في غير هذا الوقت (وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه) بترك حقوقها اللازمة.
(فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواضع) وأول من دخل فيه بنو أمية وبنو عباس حيث قطعوا أرحام النبي (صلى الله عليه وآله) وهي رحمهم بالقتال والظلم والتجاذب للخلافة.
(قال الله تعالى: (فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) من القطع أو التقطيع للمبالغة (أرحامكم) أن توليتم معترضة وأن تفسدوا وما عطف عليه خبر عسى والاستفهام للتقرير والتوبيخ يعني يتوقع منكم قطعا أن توليتم أمور الناس أو أعرضتم عن الدين بالفساد في الأرض وقطع الأرحام لضعفكم في الدين وحرصكم إلى الدنيا وميلكم إلى الجور، ثم أشار إلى ثمرة عملهم وصرف الكلام من الخطاب إلى الغيبة للتنبيه على بعدهم من الحق بقوله (أولئك الذين) الموصوفون بالصفات المذكورة.
(لعنهم الله) وبعدهم عن الرحمة الشاملة لمن يستعد قبولها (فأصمهم) عن اسماع الحق (وأعمى أبصارهم) الظاهرة والباطنة عن إدراكه الاهتداء إلى سبيله (وقال تعالى) في سورة الرعد (الذين ينقضون عهد الله) المأخوذ عليهم بقوله: (ألست بربكم قالوا: بلى) أو بالعقل الدال على وجوده وتوحيده وصدق رسوله وما جاء به بعد مشاهدة المعجزات أو بإرسال الرسل وإنزال الكتب الدالة على أمر المبدء والمعاد والحلال والحرام وغيرها مما يتم به نظام الدارين وكمال السعادتين.
(من بعد ميثاقه) أي من بعد احكامه تعالى ذلك العهد بالآيات والكتب أو بعد أحكامهم إياه بالإقرار والقبول والإذعان (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) كترك صلة الأرحام وموالاة أهل الولاية وغيرهما مما يوجب الوصل بينه تعالى وبين العبد.
(ويفسدون في الأرض) بالظلم والجور وتحريك الفتن هذا في القرآن موجود وفي نسخ هذا الكتاب مكتوب مضروب.
(أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) عذاب النار أو قبح عاقبة الدنيا.
* الأصل:
8 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن موسى بن القاسم قال: سمعت المحاربي يروى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثلاثة مجالستهم تميت القلب:
الجلوس مع الأنذال والحديث مع النساء والجلوس مع الأغنياء).