تنسبه إلى شيء من الصداقة) ولا تتخذه صديقا ولا يتحقق العلم بوجود تلك الحدود وعدمه في أحد إلا بمجالسة متعددة ومخالطة متكررة ومصاحبة باطنية ومعاشرة ظاهرية أو بشهادة حاله مع اشتهاره بالاتصاف بها عند المعتمدين.
(فأولها) أي أول الحدود ورجوع الضمير إلى الصداقة بعيد والتذكير هنا باعتبار لفظ الحد والتأنيث في البواقي باعتبار إرادة الخصلة منه.
(أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة) لعل المراد أن يكون كل قوله موافقا لضميره وإلا لكان نفاقا منافيا للصداقة لا أن لا يكتم سرا من أسراره إذ كتمان بعض السر من باب الحزم قد يكون مطلوبا كما دل عليه بعض الروايات.
(والثانية: أن يرى زينك زينه وشينك شينه) فيريد ويكره لك ما يريد ويكره لنفسه.
(والثالثة: أن لا يغيره عليك ولاية أو مال) بأن يكون صداقته بعد وجدان الحكومة والمال كما يكون قبله بلا تفاوت وهي نادرة.
(والرابعة: أن لا يمنعك شيئا يناله مقدرته) هي مثلثة الدال القدرة والغنا واليسار وهي أيضا نادرة.
(والخامسة: وهي تجمع هذه الخصال أن لا يسلمك عند النكبات) النكبة بالفتح المصيبة وما يصيب الإنسان من الحوادث والإسلام هنا الخذلان والإلقاء إلى الهلكة يقال: أسلم فلان فلانا إذا خذله ولم ينصره أو إذا ألقاه إلى الهلكة ولم يحمه من عدوه وقوله: «وهي تجمع هذه الخصال» جملة معترضة بين المبتدء والخبر والظاهر أنه من كلام الصادق (عليه السلام) ويحتمل أن يكون من الراوي وشمولها للخصال المذكورة يظهر بأدنى تأمل.