شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٧٩
سبعة أصناف من المعاني واحتج بحديث ابن مسعود عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (كان الكتاب الأول منزلا من باب واحد على حرف واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال) ورد أولا بعدم ثبوت هذا الحديث من طريق معتبر وثانيا بأن قوله: (زاجر) وما بعده استيناف كلام آخر أي هو يعني القرآن زاجر لا تفسير للأحرف أو تفسير للأبواب لا للأحرف يعني أن القرآن سبعة أبواب من أبواب الكلام وقيل: هي في إختلاف اللفظ واتحاد المعنى مثل أقبل وأسرع عجل وهلم وتعال وقد جاء هذا مبينا في قوله تعالى: (كلما أضاء لهم مشوا فيه) مضوا فيه مروا فيه وقيل: هي في صفة التلاوة الإظهار والإدغام والتخفيف والتفخيم والترقيق والمد والإمالة لأن العرب كانت تختلف لغاتها في هذه الوجوه فسهل الله سبحانه ويسر أن يقرأ كل بلغته.
وقيل هي: تبديل خواتم الآي كجعل سميع بصير مكان غفور رحيم وقال محيي الدين: هذا القول فاسد لأنه استقر الإجماع على منع التغيير في القرآن ولو شدد إنسان ما هو مخفف لبادر الناس إلى الإنكار فكيف بتبديل كثيره وكذلك القول الثاني لإجماع المسلمين على امتناع تبديل آيات الأحكام بآيات الأمثال ورجح القول الثالث وقال ابن قتيبة: المراد التغاير في سبعة أشياء الأول ما يتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل «ولا يضار كاتب ولا شهيد» بنصب الراء ورفعها. الثاني ما يتغير بتغير الفعل مثل «بعد بين أسفارنا» و «باعد بين أسفارنا» بصيغة الطلب والفعل الماضي. الثالث ما يتغير بنقط بعض الحروف المهملة مثل ننشرها بالراء والزاي. الرابع ما يتبدل بإبدال حرف قريب من مخرج الآخر مثل طلح منضود وطلع منضود. والخامس ما يتغير بالتقدم والتأخر مثل وجاءت سكرة الموت بالحق وجاءت سكرة الحق بالموت. السادس ما يتغير بزيادة أو نقصان مثل (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى) هذا في النقصان وأما في الزيادة فكما في قراءة من قرأ (وأنذر عشيرتك الأقربين، ورهطك منهم المخلصين). السابع ما يتغير بإبدال كلمة بكلمة كما في العهن المنفوش والصوف المنقوش وقال بعضهم: المراد بسبع أحرف وجوه القراءة التي اختارها القراء وهي السبعة المشهورة وقال صاحب المغرب هذا أحسن الأقوال فيها وهو ظاهر كلام الباقلاني وقال أبو أسامة ظن قوم أن القراءة السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل ويقرب منه قول ابن عمار وقال محمد بن أبي صغرة القراءات السبع التي يقرأها الناس اليوم إنما هي حرف واحد من تلك الأحرف السبعة ويقرب منه قول مكي بن أبي طالب حيث قال: هذه القراءات التي يقرأ بها الناس اليوم وصحت روايتها عن الأئمة جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ثم
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481