إلى شخص وإرادة غيره لكونه أدخل في النصح وأقرب إلى القبول أو لغرض آخر ومنه قوله تعالى خطابا لنبيه (صلى الله عليه وآله): (لئن أشركت ليحبطن عملك) فإنه تعريض لغيره.
قوله: (معناه) أي معنى نزول القرآن بإياك أعني واسمعي يا جارة (ما عاتب الله به عز وجل على نبيه (صلى الله عليه وآله)) العتب الموجدة والملامة كالعتاب والمعاتبة والظاهر أنه مبتدء وخبره ما في آخر الحديث وهو قوله: «عني بذلك غيره» (فهو يعني به ما قد مضى في القرآن) أي أوحى فيه.
(مثل قوله: (ولولا ثبتناك)) خطابا للنبي (صلى الله عليه وآله) (لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا) الظاهر أن قوله «فهو» إلى آخر كلام الراوي أو المصنف وقع بعد المبتدء وقبل الخبر تفسيرا للمبتدء وتمثيلا له وإن ضمير «هو» و «يعني» راجع إلى أبي عبد الله (عليه السلام) وضمير «به» إلى الموصول (عنى بذلك غيره) لتنزهه (صلى الله عليه وآله) عن الركون إليهم وذلك إشارة إلى الموصول والله يعلم.
* الأصل:
15 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن الحكم، عن عبد الله ابن جندب، عن سفيان بن السمط قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): عن تنزيل القرآن قال: (اقرؤوا كما علمتم).
* الشرح:
قوله: (اقرؤوا كما علمتم) القرآن نزل على حرف واحد من غير إختلاف فيه ولا يعلمه إلا أهل الذكر عليهم السلام، والاختلاف إنما جاء من قبل الناس فأمر (عليه السلام) بقراءته على وجه علموه لنا إلى أن يخرج الصاحب (عليه السلام)، فإذا خرج حمل الناس على ما أنزله تعالى على رسوله كما سيجيء.
* الأصل:
16 - علي بن محمد، عن بعض أصحابه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: دفع إلي أبو الحسن (عليه السلام) مصحفا وقال: (لا تنظر فيه) ففتحته وقرأت فيه (لم يكن الذين كفروا) فوجدت فيها اسم سبعين رجلا من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم قال: فبعث إلي (ابعث إلي بالمصحف).
* الشرح:
قوله: (عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: دفع إلي أبو الحسن (عليه السلام) مصحفا وقال لا تنظر فيه.. الخ) أحمد بن محمد بن أبي نصر معروف بالبزنطي ثقة جليل القدر وكان له اختصاص بأبي الحسن الرضا وأبي جعفر عليهما السلام وكان عظيم المنزلة عندهما وكان هذا المصحف المدفوع إليه هو الذي جمعه أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد وفات النبي (صلى الله عليه وآله) وأخرجه وقال: (هذا هو القرآن الذي أنزله سبحانه). ورده قومه ولم يقبلوه وهو الموجود عند المعصوم ومن ذريته كما دل عليه الأخبار وفي هذا الخبر دلالة على وجود مصحف غير هذا المشهور بين الناس وعلى وجود التحريف