شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٧٨
يثبت وأما يكون من قبيل الاختلاف في كيفية الأداء كما في المد والإمالة ونحوهما. واختلفوا أيضا فقالت طائفة منهم: المراد بالأحرف السبعة اللغات لما نقل عن ابن عباس أنه قال «نزل القرآن على سبع لغات» وهؤلاء قد اختلفوا فقال أبو عبيد: ليس المراد أن كل كلمة تقرأ على سبع لغات بل اللغات السبعة مفرقة فيه فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة هوزان، وبعضه بلغة اليمن وغيرهم، وبعض هذه اللغات أسعد بها من بعض وأكثر نصيبا وقال ابن حجر: المراد أن القرآن نزل على سبعة أوجه يجوز أن يقرء بكل وجه منها وليس المراد أن كل كلمة وجملة منه تقرأ على سبعة أوجه بل المراد أن غاية ما ينتهي إليه عدد القراءات في الكلمة الواحدة سبعة فتقرأ الكلمة بوجه وبوجهين إلى سبعة، وقيل: اللغات السبعة كلها من مضر وهم سبع قبائل هذيل وكنانة وقيس وضبة وتيم الرباب وأسد بن خزيمة وقريش وقال أبو حاتم السجستاني: نزل القرآن بلغة هذيل وقريش وتيم الرباب والأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر وقال ابن قتيبة اللغات السبعة كلها في بطون قريش واحتج بقوله تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) والنبي (صلى الله عليه وآله) كان قريشيا وبذلك جزم أبو علي الأهوازي ونقل أبو اسامة عن بعض شيوخهم أنه نزل القرآن أولا بلسان قريش ومن جاورهم من الفصحاء ثم أبيح للعرب أن يقرؤوه بلغاتهم التي جرت عادتهم بإستعمالها على خلافهم في الألفاظ والإعراب ولم يكلف أحد منهم الإنتقال من لغة إلى لغة أخرى للمشقة ولما كان فيهم من الحمية وطلب تسهيل فهم المراد مع اتفاق المعنى وعلى هذا ينزل اختلافهم في القراءة.
وقال ابن حجر: وتتمة ذلك أن يقال أن الإباحة المذكورة لم تقع بالتشهي أي أن كل أحد يغير الكلمة بمرادفها في لغته بل المراعي في ذلك السماع عن النبي (صلى الله عليه وآله) ويشير إليه قول كل من عمر وهشام في الحديث المذكور: أقرأني النبي (صلى الله عليه وآله) ولكن ثبت عن غير واحد من الصحابة أنه كان يقرأ بالمرادف ولو لم يكن مسموعا له وقال الصحابي: الأحرف السبعة إنما كانت في أول الأمر لاختلاف لغات العرب ومشقة تكلمهم بلغة واحدة فلما كثر الناس والكتب عادت إلى قراءة واحدة وقيل: أجمعوا على أن ليس المراد كما تقدم أن كل لفظ منه يقرأ على سبعة أوجه بل هو غير ممكن بل لا يوجد في القرآن كلمة تقرأ على سبعة أوجه إلا الشيء القليل مثل عبد الطاغوت (ولا تقل لهما أف) وحاصل ما ذهب إليه هؤلاء أن القرآن نزل سبع لغات للتوسعة على القارئ بأن يقرأه بأي لغة أراد منها على البدل من صاحبها وذلك للتسهيل إذ لو أخذوا بأن يقرؤوه على لغة واحدة لشق عليهم فلذلك جوز لهم أن يقرؤوه بلغات متعددة وقال بعضهم: أنكر أكثر أهل العلم أن يكون معنى الأحرف اللغات واختلف هؤلاء على أقوال فقيل: هي في المعاني يعني أنه نزل القرآن على
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481