* الشرح:
قوله: (فأعطاها رسول الله (صلى الله عليه وآله) كربة) (1) الكرب بالتحريك أصول النخل الغلاظ أمثال الكتف والواحد بهاء.
(ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) الضيف القادم ويقع على الواحد والكثير والذكر والأنثى ويجمع على أضياف وضيوف وضيفان ويقال ضفته وتضيفته إذا نزل به وضيفته إذا أنزلته، والمراد بإكرامه تعظيمه ورعاية حقوقه والتكلم معه والاستفسار عن حاله وإظهار حسن الخلق معه ولا ينقبض وجهه لديه ولا يشتم ولا يضرب خدمه عنده لئلا يضجر والضيافة ليست بواجبة فالأمر للاستحباب المؤكد ولكنها من أخلاق النبيين وآداب المرسلين وإجادة الطعام مستحبة ما لم تبلغ حد التكلف والإسراف لأنهما مذمومان اما الإسراف فظاهر وأما التكلف فلما فيه من المشقة ولأنه يمنع من الإخلاص والسرور بالضيف وربما ينجر ذلك إلى حد يتأذى الضيف بذلك فهو ينافي اكرامه المأمور به بخلاف إجادة الطعام مما لا يتعذر عليه ولم يبلغ حد المشقة فإنها من السنة فقد ذبح إبراهيم (عليه السلام) لاضيافه عجلا.
(ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت) المراد بالخير ما يثاب عليه سواء كان واجبا أو مندوبا فالأمر لمطلق الطلب الراجح، والمراد بالسكوت السكوت عما لا يثاب عليه فيدخل في المسكوت عنه المباح والحرام والمكروه فالنهي أيضا لمطلق الطلب عن الكف ولذلك قيل هذا الخطاب من باب التهييج أي من صفة المؤمن الكامل أن يتكلم بما يثاب عليه أو يسكت لأمن سكت نجا، والحق أن المباح يكتب لما ذكر آنفا، ونقل عن ابن عباس أنه لا يكتب إذ لا يجازى عليه والجواب عنه قد ذكراه آنفا فتدبر.
* الأصل:
7 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد خالد، عن أبيه، عن سعدان وعن أبي مسعود، قال:
قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): (حسن الجوار زيادة في الأعمار، وعمارة الديار).
* الشرح:
قوله: (حسن الجوار يعمر الديار وينسي في الأعمار) نسأه كمنعه وأنسأه أخره والحديث محمول على ظاهره لأن العمر مما يزيد وينقص، واختلف العامة فقال عياض والطيبي: المراد بتأخير الأجل بقاء الذكر الجميل بعده فكأنه لم يمت دون تأخير الأجل لأن الأجل لا يزيد ولا